أصبح الانشغال بتطبيقات الهواتف الذكية لساعات طويلة، مدعاة لإفساد العلاقات الاجتماعية والزوجية، والسبب في نشوب خلافات وصلت حدّ إثارة شك الزوج بزوجته أو العكس.

ويحدث أن يفتّش الزوج في خصوصيات زوجته، دون علمها ورضاها، إما من باب مسؤوليته عن سلوكياتها، أو بداعي الحرص عليها، ما تفسره الزوجة من ناحيتها كنوع من الإهانة، والاعتقاد بأنها زوجة غير موثوق فيها.

وحول هذا الأمر، أجابت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة دلال العلمي بأنه “لا يحق للزوج التفتيش في خصوصيات زوجته أبداً، وأن هناك مبادئ جوهرية للحياة المشتركة بين الزوجين، أولها يقوم على الثقة التامة والاحترام لحرية بعضهما البعض”.

وأوضحت العلمي أنه “في حال بحث الزوج في الهاتف المحمول أو جهاز الكمبيوتر الخاص بزوجته، دون أن يستشيرها، هذا يعني عدم ثقته بها، فالزوج لا يفعل ذلك لطالما يثق بها بشكل مطلق، حتى لو حصل على موافقتها”.

وقالت العلمي: “لو وصلت العلاقة بين الزوجين إلى مرحلة دخول الريبة والشك إلى حياتهما، هذا يعني أنهما يحفران في خرابها”.

ماذا تفعل الزوجة لو علمت أن زوجها يفتش في خصوصياتها؟

وبيّنت العلمي بأنه ينبغي على الزوجة أن تجلس مع زوجها جلسة منفردة بعيداً عن الأطفال، وأن تسأله عن سبب فِعلته هذه، وهل يشكّ فيها؟ ولماذا هي بالمقابل لا تفتش في خصوصياته؟

فلو حصلت على نتيجة إصرار زوجها على تفتيش أغراضها، وأعطى نفسه الحق في ذلك، بالمقابل، كانت هي مطمئنة وواثقة بعدم وجود ما يُزعجه، يمكنها أن تفتح له جهازها الخلوي، أو كل ما يريد التفتيش فيه، كي لا تترك عنده مجالاً للشك.

وستكتشف الزوجة لاحقاً بأنه بدأ يشعر بالملل بعد فترة، جراء اعتياده على تفتيش خصوصياتها ولم يحصل على نتيجة.

بالمقابل، إذا شعرت الزوجة بأن الثقة بينهما بدأت تهتز، لها أن تطلب تفتيش خصوصياته، وتلاحظ ردة فعله، وإن كان سيفعل كما فعلتْ، وأن يفرد أمامها خصوصياته كافة.

ونصحت العلمي بضرورة احترام قوانين البيت الأسري، واحترام خصوصيات الزوجين، وعدم جعل الجهاز الخلوي سيد الموقف في الأسرة، ونصحت الزوجة بعدم إشغال وقتها فيه، حتى لا تقع رهينة للشك في زوجها.