أعدت شبكة CNN تقرير حول أبرز تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، في ملفات عدة، مؤكدة أنه يعد من الشخصيات البارزة في السياسة السعودية واصفة إياه بـ”المحرك الرئيس للإصلاح الاقتصادي في الدولة”، إذ يقود خطة ” رؤية السعودية 2030 ” لتحويل الاعتماد الاقتصادي للدولة من النفط إلى الاستثمار .

ونقلت شبكة ” CNN ” لولي العهد عدة تصريحات بارزة فيما يتعلق بإيران وأمريكا ومصر واليمن والإرهاب والاقتصاد.

زيارة امريكا

وقد زار الأمير محمد بن سلمان واشنطن في مارس الماضي، حيث استقبله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتقى مع عدد من المسؤولين الأمريكيين على رأسهم، وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس.

وقال الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماعاته مع المسؤولين الأمريكيين: العلاقة السعودية الأمريكية علاقة تاريخية امتدت لثمانين عاما وكان العمل فيها إيجابيا للغاية لمواجهة التحديات التي نواجهها جميعا، ومررنا بمراحل تاريخية مهمة جدا، والتحديات التي نواجهها اليوم ليست أول تحديات نواجهها سوياً ” .

وأعرب عن تفاؤل السعودية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً: اليوم نحن متفائلون للغاية بقيادة الرئيس ترامب ونعتقد أن التحديات ستكون سهلة بقيادته.

وقال حينها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مايو الماضي: جهد جبار لولي ولي العهد بتوليه لملف العلاقات أثمر عن أول زيارة بالتاريخ لرئيس أمريكي لدولة إسلامية.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد قال في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” في أبريل الماضي إن ترامب سيُعيد أمريكا إلى “مسارها الصحيح”.

وأضاف آنذاك: “رغم أن ترامب لم يكمل 100 يوم بكرسي الرئاسة، إلا أنه استعاد جميع تحالفات أمريكا مع حلفائها التقليديين بعكس الرئيس السابق باراك أوباما الذي خسر كثيراً منها.”

وأعرب عن تفاؤله بترامب ووصفه بالرئيس الذي “سيُعيد أمريكا لمسارها الصحيح” بعد “أوباما”.

السعودية لن تلدغ

أكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية “لن تُلدغ” من إيران مجدداً، على حد تعبيره، مشدداً على أنه لا توجد نقاط الاتقاء بين الرياض وطهران للحوار والتفاهم.

وقال إن إيران تنتظر “المهدي” وتريد تحضير بيئة خصبة له وتريد السيطرة على العالم الإسلامي، وإن طهران حرمت شعب الدولة لأكثر من 30 عاماً من التنمية لتحقيق ذلك الهدف.

وأكد أن النظام الإيراني “لن يغير رأيه” في عشية وضحاها.

وشدد الأمير “محمد” على أن عهد وثوق السعودية في إيران ولى وقال: “لا يُلدغ المرء من جحر مرتين”.

وأضاف: لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ، ونعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، وإن الوصول لقمة المسلمين هدف رئيس لإيران، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد عمل على تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لإيران خلال زيارته لواشنطن في مارس الماضي، حيث قال إن السعودية تمثل “الخط الأمامي” لمجابهة التحديات التي تشكلها “تصرفات النظام الإيراني المربكة للعالم والداعمة للمنظمات الإرهابية.”

متانة العلاقات المصرية

وقد أكد الأمير محمد بن سلمان على “قوة ومتانة” العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر.

وقال في مقابلة مع قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، مطلع مايو الماضي: “لم يصدر موقف سلبي من الحكومة المصرية تجاه السعودية ولم يصدر موقف واحد سلبي من الحكومة السعودية تجاه مصر، ولم تتأخر مصر عن السعودية ولا لحظة ولن تتأخر السعودية عن مصر أي لحظة، هذه قناعة مرسخة ليس لدى حكومة البلدين فحسب بل لدى شعبي الدولتين أيضاً”.

وفيما يتعلق بقضية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين التي تتضمن نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة، قال الأمير محمد بن سلمان: “ليس هناك مشكلة أصلاً حول الجزر، الذي حدث قبل سنة تقريباً هو فقط ترسيم الحدود البحرية، والجزر مسجلة لدى مصر بأنها جزر سعودية، ومسجلة أيضاً في المراكز الدولية بأنها جزر سعودية، وكل ما تم العام الماضي هو ترسيم حدود بحرية، ولم يتم تنازل مصر عن أي شبر من أراضيها أو يتم تنازل السعودية عن أي شبر من أراضيها.

وأضاف: ترسيم الحدود جاء لأسباب المنافع الاقتصادية التي يمكن أن تُخلق بعد ترسيم هذه الحدود وعلى رأسها جسر الملك سلمان أو إمدادات النفط أو الغاز أو الطاقة أو القطارات أو الطرق.

أما فيما يخص ملف جماعة “الإخوان المسلمين” فقد قال الأمير محمد بن سلمان إن “الإعلام الإخوانجي” يحاول خلق صدع في العلاقات بين الرياض والقاهرة، ولكن “القيادة في الدولتين لا تلتفت إلى تلك المهاترات والتفاهات،” على حد تعبيره.

اليمن

ورأى الأمير محمد بن سلمان أن تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن لم يكن خياراً، مشيداً بإنجازات التحالف العربي في دعم الشريعة باليمن.

وقال: القوات المسلحة السعودية بإمكانها “اجتثاث” مليشيات الحوثيين خلال “أيام قليلة” ولكن المملكة لن تقوم بذلك حفاظاً على أرواح المدنيين في اليمن وتجنباً لخسائر في صفوف القوات السعودية.

وأضاف في مقابلة مع قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، مطلع مايو الماضي: “لا شك أن الحرب التي قامت في اليمن لم تكن خياراً بالنسبة للسعودية، لأنه كان أمراً لابد أن نقوم به، وإلا كان السيناريو الآخر أسوأ بكثير.

وأردف: أولاً، حدث انقلاب على الشرعية من قبل مليشيات مصنفة بأنها إرهابية. ثانياً، شكلت هذه المليشيات خطراً على الملاحة الدولية وعلى كل جيران اليمن. ثالثاً، بدأ النشاط الإرهابي في الطرف الآخر من اليمن (الجنوب) ينشط بشكل قوي جداً استغلالاً لعمل هذه المليشيات.

وتابع: لو انتظرنا قليلاً كان الوضع ليصبح أكثر تعقيداً ولكان الخطر أصبح داخل الأراضي السعودية وداخل أراضي دول المنطقة وفي المعابر الدولية الرئيسية، ولم يكن ذلك بالنسبة لنا خياراً.

وأكد الأمير محمد بن سلمان على أن السعودية تستطيع “اجتثاث” مليشيات عبد الملك الحوثي ومليشيات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، “في أيام قليلة”،

وقال: نستطيع أن نجتث الحوثي وصالح في أيام قليلة. نستطيع أن نحشد القوات البرية السعودية فقط لوحدها، وفقط في أيام قليلة نجتث كل المناطق والـ15 في المائة الباقية تحت سيطرة الحوثي وعلي عبدالله صالح، ولكن هذا سيكون نتيجته ضحايا في صفوف قواتنا بالآلاف، سنفتح عزاء في كل مدينة سعودية، وستكون النتيجة الثانية ضحايا مدنية يمنية بشكل عال جداً وخسائر كبيرة.

الاصلاح الاقتصادي

ويُعد الأمير محمد بن سلمان على نطاق واسع هو المحرك الرئيس للإصلاح الاقتصادي في الدولة، إذ يقود الأمير خطة “رؤية السعودية 2030″ لتحويل الاعتماد الاقتصادي للدولة من النفط إلى الاستثمار، والتي شملت خططاً شاملة تتمحور حول عدة نقاط أساسية منها إنشاء أضخم صندوق استثمارات بالعالم والخصخصة والصناعات الجديدة والسياحة الدينية وتوفير المزيد من الوظائف.

وأكد في مايو الماضي أن الوضع الاقتصادي المملكة العربية السعودية جيد رغم هبوط أسعار النفط، مشيراً إلى مضاعفة المملكة للإيرادات غير النفطية خلال العامين الماضيين، وانخفاض نسبة عجز الموازنة في الدولة بنسبة 44%.

وشدد الأمير محمد بن سلمان على أن صندوق الاستثمارات العامة هو أحد أهم ركائز رؤية 2030.

وقال: نعمل على إعادة هيكلة شركات صندوق الاستثمارات العامة.. وأهم عنصر من صندوق الاستثمارات العامة هو طرح أسهم أرامكو.

وأضاف: طرح أسهم عملاقة النفط السعودية للاكتتاب العام سيوفر سيولة نقدية ضخمة لصندوق الاستثمارات العامة.

وأردف: صندوق الاستثمارات سيضخ قرابة 500 مليار ريال في السعودية خلال ثلاث سنوات.

وحول القطاعات المختلفة في المملكة، أكد الأمير ” محمد ” على عمل المملكة دعم توطين الصناعة العسكرية، مشيراً إلى أن السعودية هي ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق على التسلح العسكري.

وشدد على أن الدولة لن تبرم أي صفقات أسلحة إن لم تشمل محتوى محلياً، كما أشار إلى أن قطاع التعدين السعودي يوفر فرص تقدر قيمتها بتريليون و300 مليار دولار.

وأعلن إطلاق مشروع ” أكبر مدينة ” ترفيهية وثقافية ورياضية في المملكة، إذ شدد على أهمية تطوير قطاع الترفيه للحصول على مليارات الدولارات التي تُنفق في الخارج.

وأكد أن إنشاء قطاعات محلية للترفيه السياحي سيساعد في الحصول على قرابة 22 مليار دولار من إنفاق السعوديين على الترفيه بالخارج.

الإرهاب

ورأى الأمير محمد بن سلمان أن السعودية هي ” الخط الأمامي لمجابهة ” تحديات الإرهاب، حيث أكد خلال اجتماعاته في واشنطن في مارس الماضي على أن ” أي منظمة إرهابية في العالم هدفها في التجنيد وهدفها في الترويج للتطرف يبدأ أولا في السعودية التي فيها قبلة المسلمين ” .

وأضاف: إذا تمكنوا من السعودية فسيتمكنون من العالم الإسلامي كله، ولذلك نحن الهدف الأول، ولذلك نحن أكثر من نعاني، ولذلك نحتاج العمل مع حلفائنا وأهمهم الولايات المتحدة الأمريكية قائدة العالم.

ووصف الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة ” فورين أفيرز ” الأمريكية، مواجهات السعودية ضد الإرهاب بأنها “الأطول والأعنف منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة، ” ملقيا الضوء على أن المملكة تعتبر حليفا رئيسًا في عمليات مكافحة الإرهاب العالمية وخصص لذلك موارد عسكرية ومالية كبيرة لدعم الحملة وهذه الجهود.

وحول تنظيم ” داعش ” ، قال الأمير محمد بن سلمان: يمكن هزم تلك التنظيمات بالنظر إلى وجود دول قوية في المنطقة مثل مصر والأردن وتركيا والمملكة.

وأكد التزام السعودية بالمساعدات في محاربة العنف والتطرف في أفريقيا.