تحل اليوم السبت 22 رمضان، الذكرى الثانية لرحيل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للمملكة العربية السعودية وأقدم وزير خارجية في العالم لنحو 4 عقود، لقب بعميد الدبلوماسية العالمي بعدما خطّ فيها الكثير من الإنجازات التي لايزال السياسيون يرددونها ويقتدون بها في مختلف المحافل الدولية.

رسم الأمير سعود الفيصل على مدى 40 عامًا قضاها في وزارة الخارجية الخطوط العريضة والمبادئ الراسخة لعمل الدبلوماسية السعودية التي تشهد لها دول العالم قاطبة بالاعتدال والاتزان والمواقف الشجاعة في أصعب الظروف وأحلك الأوقات.

تولي الفيصل حقيبة الخارجية عام 1975، وذلك بعد وفاة والده الملك فيصل الذي كان يتولى المنصب نفسه إلى جانب قيادته البلاد، ونظراً لأهمية المنصب شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.

بذل الأمير الفيصل بداية توليه الحقيبة جهودًا كبيرة من أجل إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وذلك بالتوصل إلى اتفاق الطائف عام 1989، كما قاد السياسة الخارجية للمملكة إبان الحرب العراقية- الإيرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولاً إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي انطلاقاً من المملكة.

بدا حزم الفيصل أكثر وضوحًا إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث رفضت المملكة السماح للأمريكيين باستخدام أراضيها، ولم يتوانَ الفيصل حينها عن توجيه الانتقادات العلنية لسياسة إدارة الرئيس السابق جورج بوش في المنطقة، خصوصًا مع الاقتتال الطائفي في العراق في أعقاب الاجتياح الأمريكي.

ساهم في إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007 بعد خمسة أعوام على إطلاقها في القمة العربية في بيروت؛ وكان يميل إلى سياسة الحذر إزاء إسرائيل فهو يعتبر أن أي علاقة معها يجب أن تكون مرتبطة بحل النزاعات بين الدولة العبرية وبين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وذلك على أساس انسحاب كامل من الأراضي من المحتلة.

وفي عام 2004، أعلن أن المصدر الأساسي للمشكلات في الشرق الأوسط ليس المسلمين وإنما ” الحرمان وانعدام العدالة ” في المنطقة، وفي مارس 2012، دفع سعود الفيصل باتجاه تسليح المعارضة السورية معتبراً أن الواجب يقضي بدعمهم من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد العنف الدموي اليومي الذي تمارسه القوات السورية المسلحة.

دعا الفيصل الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم ” داعش ” في سوريا والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم على الأرض، وحذر من تنامي دور إيران في العراق، متهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد التنظيم المتشدد.

وحول ملف اليمن جاءت أبرز تصريحاته بأنه إذا لم يتم إنهاء الانقلاب الحوثي سلميًّا سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة، وذلك في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وأثمر حتى الآن عن استعادة معظم المناطق اليمنية التي سيطر عليها الانقلاب.