كشف عدد من الشخصيات المعايشة لحياة وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، عن دوره السياسي والدبلوماسي البارز في عدد من الأزمات التي كادت أن تعصف بالأمة العربية، وقصة بكاء الفيصل عندما سقط صاروخ بالقرب من وزارة الخارجية.
ووصف حسان الياسين، رفيق الراحل سعود الفيصل، شعور الأخير عندما كان في الرياض برفقته في بيته، وأطلق صدام حسين صاروخا على مدينة الرياض، وسمعوا أن الصاروخ سقط بالقرب من وزارة الخارجية، دمعت عينا الفيصل، وقال متعجبا: «مش عيب دولة عربية تضرب دولة عربية بالصواريخ؟ »، وتأثر بشدة وتأثر جميع الحاضرين بسبب ما فعله صدام حسين الذي ساعدته المملكة ضد إيران.
وأشاد أمين عام الجامعة العربية الأسبق عمرو موسى، في لقاء مع برنامج «الراحل»، المذاع على قناة «روتانا خليجية»، بجهود الراحل سعود الفيصل، في تعبئة الموقف العربي في مواجهة الغزو العراقي للكويت، موضحا أنه عندما سافر للأمم المتحدة وجد هناك انقساما أيضا بين العرب في الأمم المتحدة بشأن التدخل في الأزمة الكويتية العراقية، لكن الأغلبية كانت متوافقة مع التدخل في الأزمة.
وأوضح أنه لما عاد مرة أخرى إلى القاهرة لحضور المؤتمر، الذي قرر مشاركة الدول العربية في إنهاء الاعتداء العراقي على الكويت، كان للأمير سعود في ذلك المؤتمر دور كبير، وكان موقف الملك فهد رحمه الله والأمير سعود الفيصل موقفا قويا للغاية، ترجمه الأمير سعود في اتصالاته الدبلوماسية، ودعم القرارات المتخذة، نحو إنهاء ذلك الاعتداء.
وأضاف الكاتب الكويتي أحمد الجار الله أن أزمة الكويت آذت سعود الفيصل وجرحته، لأنه هو من كان في الصورة يراقب ويتابع، مع القيادة الكويتية، وكان يعيش في كبد، خاصة أنه كان هناك شبه انقسام في أرجاء العالم، ولم تقرر دول كثيرة إلى أي جهة تنحاز، لكن الحقيقة أنه كوزارة خارجية أبلت بلاء حسنا، بفضل جهود سعود الفيصل.
وعرض البرنامج دور الفيصل في الحصار الدبلوماسي الذي قادته السعودية خلال 8 سنوات ضد إيران، إلى أن أعلن الخميني إيقاف الحرب مع العراق في الثمانينيات من القرن الماضي، والانصياع إلى القرارات الدولية، ونال الفيصل ثقة الملك فهد، ومنحه صلاحيات واسعة ساهمت في تميز الدبلوماسية السعودية في الأزمات السياسية، كما كلفه بتولي المساعي السعودية لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وهو ما كلل بالنجاح عام 1989 بتوقيع اتفاقية الطائف.