عاشت شرطة مدينة ” ونشستر ” البريطانية حالة من الاستنفار، بعد توصلها بالعديد من الاتصالات الهاتفية من رواد حديقة حيوانات “مارويل” الواقعة على حدود المدينة، والتي تُفيد بكون قردٍ قد هرب من قفصه ليدخُل حياً سكنياً قريباً، ليتوضّح بعد ذلك أن الحيوان الهارب ليس إلا قرد “ماكاك” مغربي، لا يتعدى وزنه 14 كليلوغراماً.

و كانت الشرطة توصّلت بمعلوماتٍ مُضللة من رواد حديقة “مارويل” للحيوانات، لتظنّ في الوهلة الأولى أنّ الأمر قد يتعلق بهروب قردٍ كبير من فصيلة “الغوريلا” أو “الشمبانزي”، وهو ما يستدعي ضرب حصارٍ على المدينة خشية إيقاعها لضحايا من المواطنين، إذ أنّ عضاتها الخطيرة في حال لم تقتل الإنسان فهي تُصيبه بمرض “الهربس” القاتل، غير أنّ الشرطة اكتشفت أخيراً أن قرداً صغيراً من فصيلة الـ “ماكاك” المغربية هو من تسبب في كل ذلك الذعر.

للإشارة فإن قرود “الماكاك” المغربية (Le Macaque de Barbarie) تعيش في غابات الأرز المجاورة لأقاليم خنيفرة وإفران بشكل رئيسي، وتنتمي إلى عائلة قرود صنفها “الإتحاد الدولي للحفاظ على البيئة” (UICN) سنة 2008 كسُلالة معرضة للإنقراض، بعد أكثر من 30 سنة من الصيد الجائر في حقها، وتعيشُ في مناخ يتميز بالحرارة والجفاف صيفاً، والبرودة الشديدة شتاءً، وتطول مدة الحمل عند الأنثى إلى 5 أشهر ونصف لتلد مولوداً واحداً فقط، علماً أن أعدادها تراجعت من نحو 17 ألفاً منذ 30 عاماً إلى عدد يتأرجح ما بين 3 إلى 10 آلاف في زمننا الحاضر.