تظل ليالي رمضان بين حواري جدة القديمة هي الأمتع دومًا، حيث الناس من كل الطبقات لا يفصلهم فاصل ولا تفرقهم الدرجات الاجتماعية، فهذا المهندس وهذا العامل، وهذه السيدة البسيطة، وهذه المثقفة المتعلمة، الجميع جاء للاستمتاع بالأجواء الرمضانية التي تظل عالقة في الوجدان لا تمحوها تقلبات الزمن ولا تغيرات الأيام.

بين ثنايا جدة القديمة تُفترش البسطات من كل الأصناف وتعج المنطقة بالزبائن ويستعد البائعون بكل ما هو طيب لعرضه في أشهى صورة لإرضاء جميع الأذواق وفي هذه اللوحة البديعة المرسومة بكل بساطة وتلقائية للتعبير عن شهر رمضان، كانت هناك بسطة وكأن لها مذاقًا خاصًا حيث التف حولها عدد كبير من الزبائن وبعد قليل اكتشفنا أن العدد الكبير ليس فقط زبونا، بل جمهور معجب بالممثلة «وجنات الرهبيني» التي زينت بسطتها بالابتسامة الجميلة ونظرة الرضا والرحمة من المولى عز وجل، وذكرت بأنها من متابعي صحيفة «صدى» ورفعت عبرها أسمى آيات الشكر والعرفان لجمهورها الذي أحاطها بالحب والدعاء.