في جدة بالبلد أو ما يعرف بجدة القديمة، تنتشر بسطات الكـبدة الطازجة خلال شهر رمضان ، وعلى الجانب الآخر تجد من يبيع البـليلة المشهورة عند أهل الحجاز منذ زمن قديم.
” صدى ” كان لها جولة في تلك المنطقة، والقيام ببعض اللقاءات مع الباعة والزوار.
في البداية التقينا بأحمد المهدي الذي بدأ العمل في هذا المجال منذ ما يقارب ٢٠ سنة، حتى تأصل ذلك العمل في نفسه وأصبح عنده مهنة رمضانية لا غنى له عنها.
وفي المقابل انتقلنا إلى العم سليمان ذو خبرة في السوق قضى أكثر من ٢٥ سنة، في ذلك العمل عن هواية وشغف، وذكر لنا من المواقف الطريفة التي صارت له : أن أحد الزبناء أتى إلى البسطة وبعد أن أكل صحن الكبدة بقي جالساً وينادي يريد الطلب ، فعندما ذكر له أن الطلب قد أكله قال: ” توقعت هذا بس للذوق ” .
والتقينا في الجهة الأخرى بالمهندسين محمد سلطان السلمي، ومراد شربجي فرغم شهادتي الهندسة التي يحملانها إلا أن ذلك لم يمنعهم من ممارسة مهنة أخرى وهي بيع الكبدة، موجهين رسالة للشاب السعودي ” من قال الشغل عيب ” .
وعند انتقالنا بعد ذلك لبسطات البليلة، حدثنا العم معتوق سالم الشريف بأن له أكثر من ٢٥ سنة في هذا المجال، وقد كون طيلة هذه السنوات أشخاص كثر ومن شتى المدن يأتوا ليتذوقوا بليلته التي جعلت فيها خبرة هذه المدة خلطة يتلذذ بها أولئك.
أما محمد عبدالقادر والحاصل على شهادة ” ماجستير موارد بشرية ” من أمريكا ذكر أن عمله هذا ورثه من والده وأصبح يستمتع بهذا المجال.
كذلك والتقينا بأم نواف لديها بسطة حلويات منذ أربع سنوات شاكرة وممتنة للدعم المعنوي الذي تلقاه من زبناءها ، ومن التشجيع الذي حظيت به رغم ترددها في البداية من دخول هذا المجال مطمنة الجميع بأن كل مافي بسطتها ” شغل بيت ” .
أما ياسر طلال طالب جامعي فقد دخل هذا المجال وبمساعدة والدته، ويذكر أنه في أحد الليالي أعطاه شخص مبلغ ١٥٠ريالاً ليعمل بها بليلة ويوزعها مجاناً على المارة حيث استغرق ذلك منه ليلتين.
يحيى متولي شربتلي فيقول من المواقف التي لا ينساها أن أحد الزبائن بعد أن أكل الكبدة بدأ بتذمره من الطعم وكأنه ينتقصها إلا أن بقية الزبناء لاموه على ذلك وأبدوا إعجابهم بالطعم.
وفي الناحية الأخرى التقينا سراج عمر العطار بتشكيلة من العصيرات كالتوت والسوبيا والتمر الهندي، ومن المواقف الطريفة التي يذكرها لنا أن بعض الزبناء يطلب أشياء لم تصنع أصلاً كأن يطلب أحدهم: سوبيا دخن أو سوبيا ذره، حيث يتقبلها بكل أريحية منهم.
ختمنا جولتنا بلقاء سريع مع الممثلة ” وجنات الرهبيني ” التي كانت بسطتها تكتظ بعدد هائل من جمهورها، وذكرت بأنها من متابعي ” صحيفة صدى ” ورافعة عبرها أسمى آيات الشكر والعرفان لجمهورها الذي أحاطها بالحب والدعاء ووقفتهم الجلية.