«كيف لرجل عضو كنيست إسرئيلي أن يصل إلى هذه المكانة في قطر والتقرب من أميرها وأمه وأبوه، ما مصدر قوته ليصل إلى هذه الدرجة وهو القادم من بلاد صهيون».. هذا السؤال شغل بال كل متابع للشأن العربي وهو يرى من يدعى نفسه المفكر العروبي عزمي بشارة يتخلخل في بلاد العرب محمولًا على الميديا القطرية التي صنعته وأوصلته إلى الفضاء لينفذ الأجندة المرسومة له بذكاء دخل جدران الموساد، وبأموال قطرية وتأييد تام من حكامها مقابل جلوسه تحت أقدامهم والخنوع كخادم ذليل والنبح على المهاجمين والمنتقدين.

إن خروج عزمى بشارة من عرب 48 ويحمل الجنسية الاسرائيلية إلى قطر واستقراره فيها نوع من الحماية، فقد أرسلته تل أبيب إلى هناك، لأنها تعرف أن النظام القطرى الذى دفن نفسه بين أفخاذ إسرائيل لن يوجه له فى يوم من الأيام تهمة الجاسوسية، ومن السهل تقبله للمسرحية التي أظهرت عزمي بشارة كبطل وأن إسرائيل تطلب رأسه، فعزمي بشارة، كان عضوا في البرلمان الإسرائيلي إلا أنه هرب فجأة بعد تحقيق بشأن إمكانية تسريبه معلومات لحزب الله الإرهابي.

وبالطبع خروج عزمي بشارة من إسرائيل بهذه المسرحية الساذجة التي لا تقنع الأطفال، فإسرائيل التي تفرض طوقا من نار على حدودها سمحت لعزمي بشارة بالهروب وهي التي تطارد الذباب نفسه إذا ما فكر في عبور الحدود وتم زرعه في النظام القطري يتجول في قصورها، ويتبول في رؤس ساكني قصورها، بأفكاره المسمومة والمستعد للنبح ضد مهاجمي قطر والعقر لكل من ينتقد النظام.

عزمي بشارة الذي يقود القوة الناعمة خاصة قناة «الجزيرة» التي أسسّها أمير قطر وقتها، حمد بن خليفة العام 1996، بعد عام واحد من انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثاني، لصرف الأنظار عن الانقلاب ومهاجمة كل الأنظمة العربية والتدخل في شؤونها، وزادت سطوة بشارة مع وصول تميم للحكم بعد الانقلاب الناعم على والده حمد وتسلمه السلطة، وصعود نجم بشارة على حساب حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق الذي كان متحكمًا في قناة الجزيرة.

وإضافة لتلفزيون «العربي الجديد» الذي تمّ تأسيسه وتعريبه ليكون نائباً لـ«الجزيرة»، بعد أن فقدت مصداقيتها لمحاولتها الفاشلة تحريض الشعوب أثناء الربيع العربي، وزعمت أنها ستكشف المزيد وهي التي لم تستر عورتها، وهي التابعة لشركة فضاءات ميديا التي يديرها بشارة.

وكشف ديفيد وينبيرغ خبير الشرق الأوسط وأحد المشاركين فى الندوة التي أقيمت فى أمريكا حول قطر ودورها فى دعم الإرهاب عن دور عزمي بشارة المعقد بقطر وعلاقته بالجماعات الإرهابية.

وكشف ” وينبيرغ ” دور عزمي بشارة المعقد في الدولة القطرية حيث يقدم بشارة المشورة إلى الديوان الأميري في قطر بالإضافة إلى استشارات لبعض وسائل الإعلام القطري ويدير مركزا بحثيا ممولا من قطر والذي استضاف في عدة مناسبات مرتبطين بتهم إرهاب.

وعن دوافع حكومة قطر للاستعانة بعزمي بشارة وإنشاء مغامرات قال د. وينبيرغ: قطر دولة صغيرة لذلك فإنها تشعر بفقدان الأمن والقدرة على الدفاع عن نفسها من خلال جيش نظامي كباقي الدول لذلك فإنها تلجأ لتدعيم الجماعات المتطرفة كالإخوان لتبقى ورقة رابحة بيدها وتشعرها بأمنها وفي النهاية يحق لكل دولة أن تؤمّن نفسها إلا أن طريقة قطر تؤدي إلى تعزيز عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها.

ويعد بشارة مهندس تطوير وتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية، والمروج الأكبر لفكرة انسلاخ قطر عن العالم العربي والانضمام لمنظومة إقليمية جديدة تقودها إسرائيل ضمنا وقطر علنا، وهي التي وضعت خطة مايسمى بالـ «الربيع العربي» لصناعة شرق أوسط جديد، يحكمه أتباع إسرائيل في المنطقة.

إن انتقال بشارة للإقامة في الدوحة أثار تساؤلات واتهامات عدة، بلغت ذروتها حين أصبح مستشارا للديوان الأميري. وهي اتهامات تعتبر امتدادا لوجوده في الدوحة ولمكانته التي منحته إياها قناة «الجزيرة» كمفكر قومي عربي، خصها وجمهورها بأفكاره، ومحلل سياسي ثابت ومطلوب في أي وقت وفي كل الأوقات، لتمرير أفكار وسياسات تريدها وبات مثالا للذي باع نفسه للشيطان.