روى الباحث في تاريخ المملكة، عبد الله العمراني قصة سقوط طائرة تدريب سعودية أثناء رحلة تدريبية، تعود لنحو 58 عاما ، حيث سقطت في وادي (أم حبلين) على بعد 30 كلم من مدينة جدة.

وقال العمراني: «شاهد بعض سكان البادية الطائرة وهي تسقط من السماء؛ فأسرع إلى مكان سقوط الطائرة رجلان من البادية، ووجدا النار مشتعلة بالمحرك؛ فألقيا عليها الرمال حتى تمكنا من السيطرة عليها، ثم حاولا إخراج الطيارَين فلم يستطيعا، وأحضرا بعد ذلك عصيًّا وقماشًا وبعض أوراق الشجر، وظللا الطيارَين».

وأضاف: «توفي الطيار المتدرب فور سقوط الطائرة، أما الطيار المدرب فمَنَّ الله عليه بالنجاة، وكان حينها يتكلم، ويقول هل أنا حي؟ وين الصندقة؟ أعطوني ماء. ثم توجه البدوي جريًا على أقدامه إلى مصنع الأسمنت، وقطع نحو 12 كلم ليطلب النجدة، ويخبر الموظفين هناك بأن طائرة سقطت في (الخبت). واستطاعت طائرة أخرى أن تكشف موضع حطام الطائرة، وهبطت بجوارها، ثم طارت مرة أخرى لاستعجال سيارة الإسعاف».

وتابع العمراني: «وصلت سيارة الإسعاف، ونقلت (المدرب)، وكان ما زال حيًّا، إلى المستشفى العام بباب شريف، ونقلت جثة المتدرب – رحمه الله – إلى مستشفى الكندرة، ثم نقلته للمستشفى العام بباب شريف. وفي المستشفى العام أجرى الأطباء الإسعافات الأولية للمدرب، ثم تم إجراء عملية جراحية. وكان المدرب قد أُصيب بجراح في وجهه ورأسه وكسر في ساقه اليسرى، فيما نقل المتدرب – رحمه الله – ودُفن في اليوم نفسه، وتمت الصلاة عليه في جنازة حضرها جميع زملائه. وقد ساهم في ذلك الوقت – بعد توفيق الله – الرجل البدوي بحرصه على إنقاذ المدرب؛ إذ جرى على قدميه بمسافة 12 كيلو، وهي مسافة تعد بعيدة جدا».