تعرف الإنسان علي الملح منذ الألاف السنين، لكن لا أحد يعلم بالتحديد كيف كانت الطريقة، وللملح فؤاد عديدة ومكانة غذائية.

الفراعنة استخدموا الملح في صناعة السمك المملح، إحدى أشهر الصناعات في مصر القديمة، وقايضوه بخشب الأرز خلال عملية التبادل التجاري مع فينيقيا، أما في الصين فعُثر على حفريات تعود إلى 6 آلاف عام، تشير إلى إنتاج واستهلاك الملح على نطاق واسع في مختلف مناحي الحياة.

ونظرا لاستخدام الملح الواسع نشبت العديد من الحروب بسبب هذه المادة، فقد استخدمتها الإمبراطورية الآشورية للدفاع والحصار حيث كان أحد أدوات القتال، فعند غزو المدن، كان الآشوريون ينثرون الملح على أراضي تلك المدن؛ كلعنة على السكان المحليين، أو كتكتيك في الحروب لجعل أراضي أعدائهم غير صالحة للزراعة.

ويعامل الملح في الهند أم العجائب، معاملة خاصة، حيث يستخدم الهنود ملح الطعام في طقوس المباركة وإبطال السحر، ويُعد الإفطار على الملح في شهر رمضان من أبرز الطقوس الدينية لمسلمي الهند.

كما تحركت مسيرة في عام 1930، بقيادة الزعيم المهاتما غاندي، وانضم إليها جميع طوائف الشعب، عُرفت بـ”مسيرة الملح”؛ للمطالبة بجلاء القوات البريطانية.

وخلال الحرب الأهلية الأمريكية 1861، عندما قررت الولايات الجنوبية الانسحاب من الاتحاد بسبب قضية العبودية؛ قرر جيش الاتحاد ضرب مناجم الملح في الجنوب ومنع وصوله إلى قوات الكونفدرالية الأمريكية، فكان يُستخدم في حفظ طعام الأحصنة والجنود، قبل التبريد، فلا يمكن إدارة الحرب والمجتمع المدني بدونه.

وفرض البلاط الملكي ضريبة فرنسية على الملح، عُرفت باسم ضريبة ” غابيلي “، وكانت الحجة وراء ذلك أنها ضريبة متساوية تُفرض على الأغنياء والفقراء على حد سواء.