قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة “اليوم العالمي للمرأة”، إن تمكين النساء والفتيات هو السبيل الوحيد لحماية حقوقهن وضمان أن يتسنّى لهن تحقيق كامل إمكاناتهن.

وذكر غوتيريش إن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان، ولكن في هذه الأوقات العصيبة التي يزيد خلالها عدم القدرة على التنبؤ والفوضى في عالمنا، تُقلّص حقوق النساء والفتيات وتُقيّد وتتراجع.

وأضاف أن الاختلالات التاريخية في علاقات القوة بين الرجل والمرأة التي تفاقمت بسبب تزايد أوجه عدم المساواة داخل المجتمعات والبلدان وفيما بينها، تؤدي إلى زيادة التمييز ضد النساء والفتيات.

وكما ذكر غوتيريش في رسالته أنه في جميع أنحاء العالم، يُساء استخدام التقاليد والقيم الثقافية والدين لتقييد حقوق المرأة وترسيخ التحيز الجنسي والدفاع عن ممارسات كره النساء، وأوضح أن هناك تزايداً في تلاشي حقوق المرأة القانونية، التي لم تكن قط مساوية لحقوق الرجل في أي قارة، وقال إن النساء يتعرضن بشكل روتيني للتخويف والمضايقة في الفضاء الإلكتروني وفي واقع الحياة.

وأشار إلى أنه في أسوأ الحالات، يؤسس المتطرفون والإرهابيون أيديولوجياتهم حول إخضاع النساء والفتيات واستهدافهن بممارسة العنف الجنسي والزواج القسري والاسترقاق الفعلي.

وقال إنه على الرغم من بعض التحسينات، فلا تزال المناصب القيادية في جميع القطاعات من نصيب الرجال، وتزداد الفجوة الاقتصادية بين الجنسين اتساعاً، بفضل المواقف البالية والمغالاة الذكورية المترسخة.

وأضاف: “يجب أن نغير ذلك، عن طريق تمكين النساء على جميع المستويات، حتى يتسنّى الاستماع لأصواتهن ومنحهن السيطرة على حياتهن وعلى مستقبل عالمنا”.

وجاء في الرسالة المكتوبة أيضاً أن “إنكار حقوق النساء والفتيات ليس خطأ في حد ذاته فحسب، بل له تأثير اجتماعي واقتصادي خطير يعوقنا جميعاً”، وأضافت الرسالة أن حصول المرأة على خدمات التعليم والصحة له منافع تعود على أسرهن ومجتمعاتهن المحلية وتمتد إلى الأجيال المقبلة.

وذكر غوتيريش أن البقاء لسنة دراسية إضافية يمكن أن يضيف ما يبلغ 25% إلى دخل الفتاة في المستقبل، وإن سد الفجوة بين الجنسين في العمالة يمكن أن يضيف مبلغ 12 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي بحلول عام 2025.

وكما أكد أن المساواة بين الجنسين عنصر محوري في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، الخطة العالمية التي اتفق عليها قادة جميع البلدان بغية التصدي للتحديات التي نواجهها.

وقال: “إنني ملتزم بزيادة مشاركة المرأة في جهودنا لبسط السلام والأمن، ويزيد قيام النساء بالمفاوضات من فرص تحقيق السلام المستدام، والنساء حفظة السلام يُقلصن فرص حدوث الاستغلال والانتهاك الجنسيين”.

وختم غوتيريش رسالته قائلاً: “في اليوم العالمي للمرأة، فلنتعهد جميعاً ببذل قصارى جهدنا للتغلب على التحيز المترسخ، ودعم المشاركة والنشاط، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة”.