بثت وزارة الدفاع الروسية صورا، التقطتها طائرات بلا طيار، للدمار الذي ألحقه تنظيم داعش بالمواقع الأثرية في مدينة تدمر في سوريا.

وتظهر صور بالأسود والأبيض، بتاريخ 5 فبراير/ شباط الحالي ، المسرح الروماني وقد تحول إلى ركام، و أعمدة مبنى التيترابيل الستة عشر وقد اختفت بالكامل.

وقال بيان صادر عن الوزارة إن “الصور تبين أن الإرهابيين فجروا منصة التمثيل، وهي الجزء المركزي من المسرح الروماني، وأعمدة التيترابيل”.

وقالت الوزارة إن طائراتها رصدت تحرك شاحنات في المنطقة المحيطة بالموقع الأثري، ورجحت أن تكون تلك شحنات من المتفجرات نقلها عناصر تنظيم داعش إلى الموقع كي يُحدث دمارا أكبر بالمعالم التاريخية.

وقد أعلن مدير هيئة الآثار السوري، الشهر الماضي، عن موجة التدمير الجديدة، ووصفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، بأنها “جريمة حرب، وتصفية ثقافية”.

وحقق تنظيم داعش مكسبا دعائيا كبيرا، عندما استعاد السيطرة على تدمر من قبضة القوات السورية الحكومية في ديسمبر/ كانون الأول 2015، أي بعد تسعة أشهر من خروجه مدحورا من المدينة الأثرية.

وقبل خروج التنظيم مرة أخرى في مارس / آذار، في عملية عسكرية مدعومة من روسيا، دمر عناصره معابد مشهورة وقبورا أثرية في الموقع.

وقد بني التيترابيل في عهد الامبراطور الروماني، ديوكلتيانوس، في القرن الثالث الميلادي، ويتشكل من أربع مجموعات من الأعمدة، تحمل كل مجموعة زخارف ضخمة.

وكان هذا المعلم التاريخي عرضة لأضرار جسيمة على مر العصور، إذ لم يبق إلا عمود واحد من هذه الأعمدة في صورته التاريخية، وقد أنشأت هيئة الآثار أعمدة شبيهة له بالإسمنت في عام 1963.

أما المسرح الروماني فيعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول الميلادي، وكان تنظيم داعش يستخدمه في الإعدامات العامة، خلال سيطرته على المدينة من مايو / أيار 2015 إلى مارس / آذار من العام الماضي.

وسقطت تدمر في أيدي تنظيم داعش مرة أخرى،عندما كانت القوات الحكومية المدعومة من روسيا منشغلة بالمعارك التي جرت في شرق البلاد مع المعارضة المسلحة في مدينة حلب، التي سيطرت عليها في ديسمبر/ كانون الأول 2016.

يذكرأن روسيا تدعم قوات نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بشنها غارات جوية منذ سبتمبر/ أيلول 2015.