إن المتأمل بالحياة يجد أن حقيقة المصاعب والمشاكل التي تواجهنا هي حقيقة واحدة ،أي أنها موقف وعثرة وحاجز يواجه جميع البشر،إنما الاختلاف يقع في قوة الموقف وحجم الحاجز،لكن الحقيقة الثانية أن تأثير هذه المواقف أين كانت صعوبتها يعتمد عليك أنت(ردة فعلك،استجابتك)لهذه المواقف .

فكما قال ويلي جولي لايمكنك دوما أن تختار مايحدث لك،ولكنك تستطيع دوما أن تختار مايحدث داخلك فالظروف الخارجية قدر من الله لا قدرة للإنسان عليها سوى الرضا والقبول بأمر الله كونك ياسيدي مسلم فأنت تعلم أن مااختاره الله لك هو خير
ثم تستقبل هذا الموقف بكل هدوء ليسكن قاع ذاتك بكل سكينه ثم تبدأ بعدها بدراسة وتحليل الموقف بكل إيجابية.
روى مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ).
قال تعالى : ( واصبروا إن الله مع الصابرين) .

فالصبر عند وقوع المشكلة يهونها ويهون نفس صاحبها ويهون نفوس من حوله
أي مايسمى امتصاص المشكلة بصبر واحتوائها،البعض يصد المشكلة كحارس كرة القدم بقوة وهذا قد ينجح إن كنت متمرس في حل المشاكل وذو خبرة وغالبا المشاكل الصغيرة هي من تصد هكذا لكن الكبيرة لابد أن يحتويها حارس المرمى بيديه وحضنه ليضمن احتوائها فبتالي امتص قوتها وصبر عليها ثم ارتاح وأطلقها
فهذا أول الحلول عند وقوع المواقف الصعبة والسلبية بالحياة الصبر. 
بعدها يبدأ أسلوبك الخاص في تمرير الكره بالمكان المناسب وتحليل المشكلة،وتحديدها ثم رؤية المناسب من قرار فالمهم هو الصبر وعدم الضجر والعصبية المباشرة فهذه أخطر أداة لتضخيم المشكلة فتصبح الحصاة صخرة عملاقة والتل الصغير جبل شامخ،وحينها يقع الإنسان في حفرة وصعوبات وعقوبات بالغة ومؤلمة.
والقاعدة الثانية أن تحرص على الكلام الإيجابي ورؤية هذه المواقف من منظور ايجابي جميل تستفيد منه وأن المشاكل هي تحدي جميل تخوضه وتتعلم منه وكما قال روبرت شولر (المشاكل ليست علامات وقوف،لكنها خطوط إرشادية).

إن مايمر به الإنسان بهذه الدنيا من مشاكل ماهو إلا اختبار لجودة شخصية الانسان ومدى صبره وطريقة تعامله معها وهذه المواقف هي مؤقتة تذهب وتزول لأكنها تترك أثر بحسب طريقة استقبالك لها.

 وهنا حقيقة ثالثة أن الواقع يقول أننا تعلمنا من هذه المواقف وأصبحنا أكثر تعلم وخبرة وصقلت مواهبنا واكتشفت قدراتنا وعلمتنا الصح والخطأ وهنا أيضا حقيقة رابعة أن الإنسان مكافح بطبعه وفطرته،كافحت للخروج من بطن أمك ثم صبرت على الحليب سنتين ثم كافحت للمشي والقيام بزحفك وتقلبك ثم واجهة من الحياة السقطات والركلات والجروح والخدوش ولعلك الآن تنظر لذكرى هذي المواقف في جسدك وتؤكد لنفسك كم أنت إنسان صبور قوي مكافح بطبعك،كم مرة حاولت أن تنقذ نفسك من الغرق بالبحر وبركة السباحة،كم مرة حاولت النهوض عندما أسقطك أحد زملائك وجيرانك ،لكن هذي الفطرة تضعف مع مرور الوقت وانشغال الناس بأمور الحياة والشيطان في ذلك معين.
فأنت هيأك ربك بكامل العتاد والذخيرة لمواجهة الحياة إنما التكليف الحقيقي والمسؤولية العظمى في حياتك هي كيف تستخدم عقلك وهذه المواهب والعتاد في حياتك بشكل سليم.

أحيانا نحاول فتح الباب،فنفشل فندفعه بقوة ،فنتألم ثم نكتشف انه يُفتح في الاتجاه الآخر فنضحك،كذلك هي المشاكل تُحل بالعقل لا بالقوة. – ابراهيم الفقي رحمه الله.

في الأخير المواقف الصعبة بالحياة ومشاكلها هي مجرد درس تمتص منه الفائدة وتجربة جميلة وحياتنا هذه كلها مواقف لكن هناك شي اعتدنا عليه وشي لم نعتاد عليه والتأقلم والمرونة بعد تقبل واقع الحياة وأن هذه الدنيا هي جسر عبور ومزرعة حصاد وشي زائل يجعلنا أكثر عطاء وتفاؤل.
أستمتع بالوردة قبل الذبول ولا تقطف الزهرة حتى تثمر وعيش لحظتك بكل مافيها.