على بعد 70 كيلو متر من بورتوسودان، تقع جزيرة ” سواكن ” وتحوي الميناء الرئيسي في السودان، وهي بذلك تمثل موقعا استراتيجيا لأنه شرق السودان في الساحل الغربي للبحر الأحمر وهي جزيرة محمية وتقع بداخل مدينة على نفس اسمها ” سواكن ” وبها طريق يصلها بجدة.

وفي خطوة منها لإيجاد دور لها في المنطقة حصلت تركيا، أمس الأول الإثنين على حق إدارة جزيرة “ سواكن ” السودانية، لإعادة تأهيلها لتصبح مدينة سياحية هامة على البحر الأحمر.

سواكن “ جزيرة مرجانية ” ، انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال وحجارة تحكي ثراء تاريخ غابر ودارس.

ارتبط دوما تاريخ “ سواكن ” بالأساطير والخرافات، حيث أشارت وكالة الأنباء السودانية “ سونا ” إلى أن ربط كثيرون بين سر التسمية يرجعه البعض إلى كلمة “ سجون ” ، حيث كانت سجنا لكل من “ الإنس والجن ” في عهد النبي سليمان وبلقيس ملكة “ سبأ ” .

ولكن البعض أشار إلى أن التسمية ترجع إلى “ سوا — جن ” ، حيث أنهم رأوا أن مبانيها الضخمة لا يمكن أن يبنيها إلا الجن.

باتت “سواكن” عاصمة للدولة العثمانية في الحبشة منذ عام 1517، بعدما غزاها السلطان سليم الأول، ثم انضمت في وقت لاحق إلى ولاية “ الحجاز ” ، خاصة وأن الطريق البحري إلى جدة، كان هو طريق الحج الرئيس لمعظم القارة الأفريقية.

تم ضم الجزيرة إلى مصر، خلال فترة حكم محمد علي، بمقابل مادي وجزية، ثم تم ضمها فيما بعد إلى الخديو إسماعيل في مصر بمقابل مادي يمنحه للسلطنة العثمانية، ولكن تم إهمال الجزيرة خلال الاحتلال البريطاني، في إثر فشل الثورة المهدية عام 1899، بزعم أن مينائها لا يصلح للسفن الكبير.

وفي نوفمبر 2017، كشفت تقارير صحفية عديدة عن أن قطر تقدمت بطلب إلى الحكومة السودانية لإدارة ” سواكن ” ، ووعدت الدوحة بإنشاء ميناء جديد بها وتجعله منافس لبورت سودان، وكافة الموانئ على البحر الأحمر، ولكن الحكومة السودانية لم توافق على الطلب القطري ومنحت حق الإدارة أخيرا إلى الحكومة التركية، والرئيس رجب طيب أردوغان، لتعود الجزيرة إلى الحكم العثماني مجددا.