تعيش حياة هادئة وسط ابتسامة أبنائها وأحفادها الدافئة، تختبيء في أحضان ابتسامتهم ومرحهم ويختبؤا في دفء حنانها، تستيقظ كل صباح على صخبهم راضية بما قسمه الله لها داعية بأن ينزل الله عليهم سكينته وهداه.

ولكن تبددت أحلامها منذ دخول التنظيم الإرهابي داعش لبلادها في 2014، لتستيقظ كل صباح منذ 3 سنوات على صخب الصواريخ والأسلحة والرصاص المتطاير من جميع الاتجاهات فوق بلدتها في العراق، لترى في هذه السنوات مالم تراه طول حياتها من مذلة وقهر وعذاب على وجه الأرض.

وبالرغم من معاناة الـ3 أعوام الماضية، لم يكن هذا الصباح مثل غيره، حيث اضطرت السيدة المسنة حزم ما تبقى من أشلاء أمتعتها وأحفادها للنزوح من بلدتها الصغيرة التي لم تخرج منها مسبقًا.

وفرت السيدة المسنة هاربة من قصف داعش ومعاركه الدامية على الأخضر واليابس غير عالمة هل ستنجو أم هذه هي نهاية رحلتها على وجه الأرض.

فتحت عينها متوقعة وجودها في مكان لا يعرف الرصاص والأسلحة والدواعش وظلمهم، لكن ارتسمت على ملامحها الدهشة والاستنكار عند فتح عينها ورؤية التفاف أحفادها حولها بعد هروبها مع آخرين من معارك داعش في العراق، محدقة في صورة التقطت لها وهي تلتقط أنفاسها من مشقة طريق النزوح غير مصدقة أنها نجت من هذا الهلاك الذي لا مفر منه.