” سنعود إلى ما كنا عليه من الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح ” ، كلمات بسيطة صرح بها سمو ولي العهد محمد بن سلمان؛ ليقطع بها وعدًا على نفسه بأن يعبر بالمملكة من الفكر المتطرف إلى الإسلام المعتدل، معلنًا الحرب على كل ما يُعيق حياة المواطنين الطبيعية، متوعدًا كل من يحمل الأفكار المتطرفة التي تُعطل قطار التنمية والتطور.

قوبلت تصريحات سمو ولي العهد بالكثير من التساؤلات، فكان هناك الكثير من المشككين في قدرة المملكة على الخروج من نفق الفكر الديني المُتشدد المظلم، الذي خيم عليها لسنوات؛ إلا أنه استطاع بقراراته الحاسمة أن يكتم أفواه المشككين.

ضربة قاضية في وجه الفكر الديني المتشدد:

شهد عام 2017، الكثير من القرارات الفارقة في تاريخ المملكة؛ التي جاءت لتُصحح المسار، فاتخذ سمو ولي العهد على عاتقه التحول بالمملكة من الانغلاق إلى الانفتاح، ووضعها على الطريق الصحيح؛ وجاءت البداية مع قرار السماح للمرأة بالقيادة في شهر سبتمبر الماضي، الذي كان بمثابة ضربة قاضية لأصحاب العقول المُتشددة التي تروج أفكارها المتطرفة تحت راية الإسلام؛ حيث حاول أعداء المملكة استغلال القرار لشن هجوم على القيادة إلا أنهم لم يفلحوا وسط صيحات الفرح التي ملأت الأرجاء بعد اتخاذ مثل تلك الخطوة الهامة، فحصل القرار على تأييد على مستوى محلي وعالمي واسع.

فتح الأبواب المغلقة:

وانطلق سمو ولي العهد في تنفيذ رؤيته في العديد من الجوانب، فلم تقتصر القرارت على تمكين المرأة في المملكة، حيث سعى لفتح أبوابًا ظلت مغلقة تحت قيود ما سمي بمشروع الصحوة، مثل جذب السياحة الأجنبية.

السياحة العالمية تجد طريقها إلى المملكة:

وفي خطوة تسببت في إشعال غضب المنتمين لمشروع الصحوة، أطلق سمو ولي العهد، في أغسطس الماضي، مشروع ” البحر الأحمر ” ، وهو مشروع سياحي عالمي، سيتم إقامته على إحدى أكثر المواقع الطبيعية، التي تتميز بالجمال والتنوع بالعالم.

وتحت مظلة مشروع البحر الأحمر من المقرر أن يتم تطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة، والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة.

لا يُخفى على أحد أنه فور إعلان إطلاق المشروع هرول المغرضون لنشر تعليقاتهم السلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ محاولين إفشال رؤية سمو ولي العهد، إلا أنه كان أصحاب العقول المستنيرة أكثر إدراكًا لما يُحاك لهم من الأعداء؛ لعرقلة مسيرة المملكة نحو التطور.

ختام 2017 بـ منح التراخيص لدور السينما:

وقبل أيام قليلة من نهاية عام 2017، جاء الختام مسك مع القرار الأكثر جراءة في تاريخ المملكة، وهو السماح لدور السينما بالتواجد، ومنح التراخيص لها.

استقبل الشباب القرار بفرحة عارمة، بعد أن طال انتظار مثل تلك الخطوة الهامة، حيث أنه هناك أهمية اقتصادية واجتماعية لدور السينما، تدفع المملكة إلى الاتجاه الصحيح، الذي يتفق دون شك مع رؤية 2030؛ والتي تسعى لخلق اقتصاديات موازية للبترول، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، كما يتفق مع وعد سمو ولي العهد بالعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل.

فاستطاع ولي العهد خلال شهور قليلة أن يُطبق مفهوم الإسلام المعتدل، بقرارات جريئة وقوية، نجح من خلالها أن يُثبت أن المملكة بالفعل بدأت السير نحو الطريق الصحيح.