قابلتُ في الشهر الماضي تاجرًا تركيًّا يعرض عليَّ سلعته وحاولت أن أتحدث معه باللغة الإنجليزية فأجابني باللغة العربية مما أثار دهشتي بالرد أنت تركي وتتحدَّث باللغة العربية فقال: نحن عرب ولا أخفيكم بأن ردَّه أثار غضبي وقلت له بكل برود الأتراك ليسوا عربًا والدولة العثمانية احتلت العرب مؤقتاً انتهى .. حماقة التاريخ المزوَّر لديهم والذي يتلقَّونه في مدارسهم على أن تركيا عربية وأنها حكمت الوطن العربي أربعة قرون واستعمرت فيها الوطن العربي باسم الدولة العثمانية والتي لا يخفانا بأنَّ نشأتها لأجل إضعاف دولة المماليك في ذاك الوقت وأيضا لخوض معارك مع أوروبا ، وفعلًا فقد تزعَّمت زمام العالم الإسلامي وجعلت اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية ونقلت ذوي الصناعة الماهرة ونهبت الآثار التاريخية وحرمت البلدان العربية من التقدم باستخدامها للقمع والسخرية وإذلال الشعب العربي في احتلالها له .

حالياً سجَّل التاريخ حدثاً صفع الأمة العربية بإعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى إثره انهمرت الإتهامات على الدولة السعودية التي سخَّرت مالها وجهدها لقضية فلسطين .. مقولة الرئيس أردودغان تؤكد الاتهام إذ قال :”إذا فقدنا القدس فلن نتمكن من حماية المدينة المنورة، وإذا فقدنا المدينة فلن نستطيع حماية مكة، وإذا سقطت مكة سنفقد الكعبة”. سقطت الهوية العربية حينما استعمر الأتراك الدُّول العربية وجنَّدوهم لخوض المعارك التي لا فائدة منها سوى هدر الكثير من القتَلةِ وتوسعهم في استخداماتهم للسلاح .. ولمَّا ظهر في عهد العثماني باشا مثل صلاح الدين الايوبي حتى يستعيد القدس ويُسخِّر قواتها العسكرية التي وهبت في ذاك الزمن، وجدها منشغلة في نهب التراث العربي واستعمارهم له باسم الخلافة الإسلامية .! وجرائم أشبه بجرائم داعش اليوم سجلت في مدينة رسول الله ( المدينة المنورة ) في إعدام بالشنق تحت الغطاء الديني فقبل قيام الحكم السعودي كانت خاضعة بعض شبه الجزيرة العربية في بعض جهاتها لنفود الدولة العثمانية..السلطان العثماني سليم الأول فكان حاكماً للحجاز إلى أن نهضت الدولة السعودية الأولى وضمتها، والخلافة الإسلامية التركية اندثرت وتولَّد لدى أي حاكم في الأمس واليوم الحق في استرداد هذه الدولة و استعادة الحرمين الشريفين المدينة ومكة فأظن مقولة أرودغان ترجمت الآن بوضوح بعد كل هذا السرد .

تركيا اليوم تحاول أن تحشر أنفها ليس بالعرب فحسب بل حتى خليجياً تدخلت في أزمة قطر وحاولت أن تنتقم وتستفرد عضلاتها وقوَّتِها أمام دول التحالف في تطهير إجرام قطر وتنظيماته المشبوهة فحاولت تصدير منتجات الحليب بدلًا من الدولة المقاطعة لها ولكن الحقد العربي ظهر في أبشع صُوَره حتى أثناء مدّها للعون هاهي تعطي اللبن مغشوشًا “لبن الحمير “؛

سردت جيوشها على أراضي قطر بحجة حمايتها وهي تعي أنه لو حدث إنقلاب سوف تتولى الحكم فيها حتى أصبحت دولة قطر محتلة من العجم والفرس فسُجِّل كثيرًا من حالات التحرش بالنساء القطريات واضطهاد الشَّعب القطري الحرّ وإعطاء تعليمات لحاكم قطر المراهق تميم بنفي المواطنين وانتهاك الانسانية وذلك بسحب الجنسية القطرية من بعض أفراد الشعب القطري الطيب ، فما أشبه اضطهاد وجرائم العثمانيِّين في دول العرب بما يحدث في أراضي دويلة خليجية صغيرة جداً!؛

النظام يكابر من أجل حفظ الاتفاقية بين العجم والفرس بإقامة دولة للخلافة وولادة حديثةً م اجل أن تكون داعش وصغارها تفرغ في الطريق ولكي يسهل عليه هدم اللحمة العربية .

تركيا ليست دولة إسلامية حتى يتحدث على لسانها بأنه لا يوجد دين معتدل مستقصداً ولي العهد السعودي أمير الشباب محمد بن سلمان بعد أن دمِّرَ الإرهاب بمقولته الشهيرة: “سنعود للإسلام الوسطي المعتدل “.

تركيا دولة علمانية منفتحة تعج منها الحانات الليلية والخمور واعترفت اخيراً بالشّذوذ الجنسي “المثليَّة ” فكيف دينكم إذاً ؟! وأين دينك الذي قلت أنه دِينًاواحدًا يا ارودغان ولم نشاهد أيُّ تَشدُّدٍ كنت تنادي به في دولتك؟! وعلى الرغم من ذلك فتركيا هي معظمة لدى بعض الدعاة المروجين للفتن في السعودية وكل جماعات الإخوان في كل بقاع العالم تُدعم من دول الإرهاب مثل قطر وإيران وغيرها من الدول الخفية .

فبقي لنا مُتَّسع من الوقت لكي نقاطع ذلك الغزو التركي اقتصادياً والذي حاول أن يعلقنا ضمن مسلسلاته فقد كان دخيلًا فجأةً على إعلامنا ومن ضمن السلع التجارية التي ضاعفت الأسعار لأجل صناعة تركية، فنحن نريد القضاء على كل من يولد الشكوك فينا ويستهدف أمننا فنحن في غنى عن أوردوغان الذي وضع يده في يد اسرائيل ضد الكيان العربي ليتهمنا اليوم بالتقصير في القضية الفلسطينية؟! أفلا يعلم أن الملك الرابع في المملكة العربية السعودية الثالثة ” رحمه الله” تُوفِّي متأثرًّا بقضية فلسطين وقد كانت القضية الأولى والأهم وشُغله الشاغل؟!،

فاستيقظوا ياعرب هنالك غدر وخياناتٌ من الأتراك كما صنفها علماء اللغة بأن الاتراك والفرس لغة واحدة وقد تشتركان في الخيانة والغدر وربما الإرهاب !!.