من أهم وسائل التعلم الحصول على التكوين اللغوي الجيد في سن مبكرة ، فالاعداد اللغوي يساهم في نجاح عملية التحصيل الدراسي والقدرة على التواصل اللفظي والكتابي وتكوين الرأي والمناقشة والحوار،خاصة في عصر المعلومات والانفتاح المعرفي، وتطوير مهارات اللغة كالكتابة والقراءة والاستماع والفهم يعتبر من أهم وسائل التعلم واكتساب المعرفة وإنتاجها.

كما أن تدريب الطلاب على إتقان مهارات اللغة منذ سن مبكر يساهم في تدريبهم على التعبير عن الأفكار وابداء الآراء والإقناع والطلاقة في التفكير ،ومن ثم إرتفاع مستوى التحصيل الدراسي والإنتاج المعرفي ،سواء في إعداد البحوث أو التقارير أو أي نشاط نقدي أو ابتكاري أو إبداعي ، فاللغة نشاط إنساني مهم وضروري للتواصل مع العالم الخارجي،ومشاركتهم التفكير والرأي ومعالجة القضايا،وإنتاج الأفكار المجتمعية الناقدة والمؤثرة، ويُعد ضعف التكوين اللغوي مسؤولاً عن كثير من حالات التأخر الدراسي عند الطلاب وتعرضهم للعديد من الصعوبات اللغوية وضعف التحصيل في المواد الدراسية الأخرى،
لذلك نلاحظ أن الاتجاهات الحديثة في التعليم تحرص على اكساب الطالب هذه المهارة ،وتعتبرها ركيزة مهمة في جميع التخصصات الجامعية وكافة مجالات التعليم وسوق العمل.

كما تحرص الاختبارات التقويمية الحديثة على قياس هذه القدرة عند التوجيه التعليمي أو المهني للأفراد لدورها الكبير في تسهيل عملية اختيار المجال العلمي أو المهني الذي يتوافق مع استعدادات الفرد وقدراته وميوله، وأهميتها لاتقل عن أهمية إتقان مهارات التفكير بأنواعها، بل أن المكون اللغوي عامل مهم لتوظيف عملية التفكير بطريقة فاعلة ومنتجة ، اللغة هي وسيلتنا للفهم والاستدلال والتفسير والوصف والمقارنة فالتفكير لايستغني عن اللغة واللغة لاتستغني عن التفكير، وفهم الألفاظ وإدراك العلاقات بينها وربط الألفاظ الحالية بما هو مخزن في الذاكرة من ألفاظ قديمة ،يساعد عادةً في إنتاج الأفكار الجديدة.

يقول طه حسين في حديثه عن علاقة اللغة بعملية التفكير:
“نحن نشعر بوجودنا وبحاجتنا المختلفة وعواطفنا المتباينة وميولنا المتناقضة حين نفكر، ومعنى ذلك أننا لا نفهم أنفسنا إلا بالتفكير، ونحن لا نفكر في الهواء ولا نستطيع أن نفرض الأشياء على أنفسنا إلا مصورة في هذه التي نقدرها ونديرها في رؤوسنا،ونظهر منها للناس ما نريد، ونحتفظ منها لأنفسنا بما نريد، فنحن نفكر باللغة”.