‏والده المصاب بالزهايمر يسكن معه في منزله

‏سألت الإبن : الوالد عايش معاك ؟

‏قال : انا الي عايش معاه يا دكتور .. أقتبست هذا العنوان المميز والرائع لمقالي من الكاتب والمفكر والوزير والأديب والمعلم والشاعر والدكتور غازي القصيبي رحمه الله المبدع بقلمه وعقله وعمله عندما أوضح بقوله ‏أن ” الزهايمر مرض جميل يخيّل لك أن ترى وجوه جديده على نفس الأشخاص ” .

وهنا أؤكد انه ليس مرضى الزهايمر فقط من يذهبون الى عالم اخر ويستذكرون الذكريات القديمة سواء كانت جميلة ام تعيسة!

كما ذكر لنا القصيبي ولكن الأطفال ‏⁧‫الصغار يتحدثون عما كان يوم كانوا صغارا .

وكنت قد ذكرت سابقاً في إحدى مقالاتي أن هناك ذكريات جميله جمعتنا بأشخاص أحببناهم تركوا في حياتنا بصمة لا تنسى! ولن تمحى مجرد التفكير بهم. .
‏‏ الذكريات لا تموت أبدا بل تظل ملازمة لنا مهما كبرنا أو تغيرنا وتظل هي التي تبقى وتستحل الذاكرة والتفكير، ذكرياتنا لا تموت مهما حصل، ومهما دارت الأيام بنا فالذكريات هي حياة بأكملها نعم الذكرى لا تنسى، وبالتالي فان كل الأشياء مصيرها ذكريات فـ أجعلوا ذكرياتكم جميلة ” .

نعيد ونكرر نحتفظ بالسعيد المبهج المحفز للحياة ونترك خلفنا السيء والقبيح فلأنفسنا علينا حق.

وأيضاً ذكرت كل يوم يمر علينا يترك لنا ذكرى لا تنسى مهما مر الزمان، ومهما حاولنا نسيانها، إلا أنّ هناك ذكريات في داخلنا تبقى محفورةً، تُذهِبُنا لعالم جميل نتذكّر فيه أجمل اللحظات وأمتع الأوقات، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب، فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو قد نمر بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمّةً، ولكن عند الابتعاد نشعر بقيمتها ومدى تأثيرها، فنعيش بذكريات وعلى أمل أن تعود من جديد.

كما ذكر لنا القصيبي ‏” أليسَ نسيان الأشياء السيئة شيئاً ايجابياً؟ ماذا لو أفقتُ ذات صباح فوجدتُ أني لا أتذكر شيئاً واحداً سيئاً مرّ بي ” .

كلنا تأتينا لحظات النسيان حيث أننا أحيانا ننسى الأسماء والأماكن والارقام والشوارع النسيان ملازم دائماً في حياتنا، النسيان أحلى من الرجوع للذكريات ، لكن مريض الزهايمر لا يفعل ذلك لأن؛ الزهايمر يمحو جميع الذكريات الجميلة والحزينة ولكن أحيانا يعود الى ذكريات الطفولة إن الوضع أشبه برجل يقف على سكة حديدية يحاول أن يمنع قطاراً بطيئاً من التقدم بكل قوته ولكن القطار يستمر بالتقدم إلى الأمام بإستمرار .

‏أحياناً عزيزي الإنسان تتمنى لو يعود بك الزمن لتعبر عن شعورك العميق تجاههم قبل أن يسلبهم المرض منك وفي الحقيقة لم يعد بيدك سوى البقاء بقربهم فله عليك حقوق ‏حق إحترامه لكبر سنه حق الإحسان إليه فغالباً هو أحد والديك ‏حق رعايته لمرضه .

في نهاية المطاف اذكر لكم قول الشاعر والكاتب المبدع ‏‏ ” صديقي الزهايمر .. لا يُفرّق بين شيء جيد وشيء سيء، يمحو كل شيء! ” وقوله ” كيف للذاكرة أن تتلاشى تدريجياً فيبقى الإنسان جسد بلا روح ؟؟ ” .