استخدمت التنظيمات الإرهابية، وشبكات عصابات تهريب المهاجرين والمخدرات والأسلحة، منطقة الجنوب الليبي وخاصة الجنوب الغربي منها، وحتى مشارف وسط الجنوب التي تنتهى عندها صحراء ليبيا شمالًا، لتنقلاتهم بعيدًا عن سلطة أي من حكومتي ليبيا وقواتهما المنشغلتين بالصراع على السلطة في الشمال.

ويشكل المثلث الحدودي بمنطقة خصبة، أو المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر أبرز مناطق تنقل عصابات التهريب والتنظيمات الإرهابية، حيث تستخدمه التنظيمات في التنقل بحرية عبر منفذ التوم الذي لا يخضع لأي سلطة ليبية أو نيجيرية وصولا إلى أوباري جنوب البلاد ومنها إلى محيط مزدة وتحديدا منطقة قرزة التي تشكل منفذًا آمنًا للجبال الوعرة التي تربط منطقة بين وليد بجنوب سرت ومناطق وسط ليبيا.

ويستفيد التنظيم من سلاسل الجبال الممتدة بين بني وليد وحتى جنوب طرابلس في ترهونة وكلها تتآلف لتشكل مع الصحراء طرقًا آمنة للتنقل، حيث وجدت معسكرات للتنظيم في أودية سوف السجين ونفد وأم العجرم وأم الخراب وميمون.

واستمر نشاط التنظيم جنوب سرت وفي الجنوب الغربي من البلاد، وذلك بسبب عدم وجود تنسيق بين قوات البنيان المرصوص والجيش الليبي التابع لمجلس النواب، حيث يعمل كل منهما على انفراد، وليس لديهما مهام محددة لمطاردة وملاحقة آرتال داعش.

وجاءت المنطقة الجنوبية المرتبطة بالنيجر في المناطق الأكثر ترجيحًا لتسرب مقاتلين من الخارج إلى جنوب ليبيا، لدعم تواجد التنظيمات الإرهابية.