في هذا الصيف المنصرم من هذا العام2017 قمنا بزيارةٍ إلى جمهورية سنغافورة العظيمة ، والتي تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو ، وبصحبة أحد الأصدقاء الأعزاء.

فدهشتني هذه المدينة الأقتصادية العملاقة والحضارية بكل ماتعنيه الكلمة ، فذهبَ بي الخيال…في أنه لو كانت هذه الأمة تملك مقدرات وطني المخفية ياترى ؟! ماذا سيكون موقعها السياسي من الإعراب .

وعقارب الزمن توقفت في ترسانة أم رقيبة التي أبت كرامتها إلا أن تحيي طقوسنا  الجاهلية !!
ومن هذا المنطلق أضطررت أن أقرأ ” مذكرات صناع النجاح ” !!

للأسطورة مستر / لي كوان الذي كان رئيساً لوزراء سنغافورة عام 1965 ، والذي أجاب إلى أحد مراسلي الصحف اليومية عندما سأله ماذا سيفعل ؟  بعد توليه للبلاد ..!

– العجلة مصنوعة من قبلنا ياسيدي من حيث أنتهى الأخرون !
أمة سنغافورة  !
تحسنُ قراءة الثلاثية
( العدل ، والعمل ، والزمن) هكذا تُبنى الأمم وتترجم الى أفعال على أسس قوية ،فلك أن تقرأ مذكرات الأمل للجنرال الفرنسي ديغول، ومذكرات د. ماهتير محمد الذى يعود له الفضل الأكبر فى نهضة ماليزيا الحديثة.

وكان حينئذٍ رئيس وزراء سنغافورة آنذاك في الأربعين تقريباً من عمره، وفي خلال  عامين رفع شعار الحرب على هذه البكتيريا الخبيثة التي تنخر مكتسبات الوطن وهم سراق الأوطان، من أجل دولة عظيمة نظيفة ،  ودونَ في مذكراته التي أسماها ” الآن نودع العالم الثالث ونتربع على قمة  العالم الأول ” :

لقد عانينا كثيراً الفساد حتى وصل
( القضاء ، والتعليم ، والأحوال الشخصية)  ، وخلف ذلك كأنها حق مكتسب بالتوريث لهم وإلى أسرهم ولهذا حرصْتُ كل الحرص من أول يوم تولّيت فيه مقاليد السلطة
أقسمت أمام الملأ أن أصون كل مقدرات سنغافورة أرضاً وبحراً وجواً ومكتسبات الشعب السنغافوري على إخضاع كلّ دولار من الإيرادات العامة للمساءلة والنزاهة والتأكد من أنه سيصل إلى المستحقّين من القاعدة الشعبيّة .

هذا مقالي الثالث وأنا أكتب تلميحاً وليس تصريحاً عن الفساد ومئات المليارات التي أُهدرت أموالاً بدون مبرر وسرقت بمسميات أخرى! ، وأصبحنا إيضاً نقرأ ونسمع عن مسؤولين فاسدين وصل الفساد بهم بأن يلقبُ بصاحب الأيادي البيضاء وابو الثكالى والأرامل والأيتام !! ووظّفوا موازنة مؤسسات الدولة لمنافعهم الشخصية.

سوفَ نبدأ بإذن الله بصناعة النهضة الشاملة و الحزم و العزم و التخطيط و الرؤية للمستقبل و بناء أسس ثابته نحو التنمية
والعزة والمجد في عهدخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود ..، إن هذه الرؤى وهذه الخطط حتما ستنقل المملكة نقلة نوعية
وستقفز بها في مصاف الدول المتقدمة حضارياً وعلمياً واقتصادياً وهو حلم في ذهن سيدي سمو ولي العهد لا ينئى جهداً.
إلآ أن نودع العالم الثالث ونتصدر مقدمة العالم الأول بإذن الله تعالى.
وأن نتخذ عبرةً  “مستر لي كوان يو”
إن مقياس الإنجاز والعطاء أفعال وليس ابتداع الألفاظ والأحلام الواهية مغلفه بأفيون الشعوب! ، فأولاً يجب القضاء على الفساد في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها بدون استثناء إبتدأً من الأفق حتى القاع ، والخيانة واحده ياوطن!! .
ومع أنه “كونفوشيوسي” ويدين بالديانة البوذيه لكنه كان في شهر رمضان يصوم ويفطر مع المسلمين الذين يعيشون في بلاده والذين يشكلون 14% من سنغافورة.
أتمنّى أن يقرأ  سيدي ولي العهد (حماه الله) وأدامه ذخراً للوطن كتاب “قصة سنغافورة مذكرات لي كيوان يو ” !!  ليعرف أن هناك ملوك وزعماء وقادة يختارون طريق النجاح والسعادة وبناء المستقبل لشعوبهم ، ولهذا أصبحت سنغافورة مضرب مثل في ثورة الصناعة عند عالم الأقتصاد وهي فقيرة من الثروات ، وهي الآن  الأولى من أغنى بلدان العالم،وكذلك ودّعت دبي شوارعها الرمال  والقاذورات وأمراض الطاعون والملاريا … وودّعت نقل الحمير وسفينة الصحراء والسفن البالية من الأخشاب ، وتحوّلت إلى وجهة العالم في المنتجعات السياحيّة والأسواق الحره يدخلها كلّ يوم عشرات الملايين من الدولارات ((ولو أنني لدي بعض التحفظات على هذه الإماره الجميلة))