رغم كل إيجابيات الإنترنت إلا أنه أصبح الإفراط فيه سبباً في التفكك الأسري وعدم الترابط بين أفراد الآسرة الواحدة، حيث أصبح من الظواهر التي يرى الإنسان العادي انعكاساتها مع كل من يتعامل مع هذه الشرائح.

في هذا الشأن علقت الباحثة الاجتماعية غادة الفهد على هذا الأمر موضحة أنه في أغلب الأحيان لا يتم توظيف الانترنت على النحو السليم، فأصبحنا نرى الجوالات والأجهزة اللوحية بين أيدي جميع أفراد الأسرة ولم يستطيع احد منهم مقاومة هوس الجوالات والأجهزة اللوحية ولكل منهم عالمه الافتراضي الخاص، وبالتالي فقدت مشاعر الألفة والمحبة والمودة داخل المحيط الأسري.

وصار الاجتماع العائلي وللأسف على عكس ما كان في الماضي، بلا فائدة بلا احترام وتقدير في ظل انشغال كل واحد من أفراد العائلة بمتابعة جواله الخاص فالأطفال مشغولون بالألعاب على الأجهزة اللوحية والكبار بالدردشة عبر “ واتس آب ” ، فتلك المشاهد التي باتت تسود معظم الأسر والتي تعبّر عن مدى التمزق والتفكك سببها الاستخدام السلبي للإنترنت .

وأضافت أن استخدام الانترنت أصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح هم الفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة مما يعني تغيرا في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرا هاما في ثقافتنا.

وأكدت الفهد، أن وجود شبكة الانترنت أفقدت الوحدات التقليدية التي كانت مسؤولة عن تنشئة الإنسان كثيرا من وظائفها وأهميتها، فأصبح مصدرا أساسيا في عملية التنشئة مما يتطلب دورا أساسيا من قبل الأسرة والمدرسة والدولة في ضبط مضامين، ما تحمله شبكة الانترنت للتأكد من ضبط الجانب السلبي الذي يمكن أن تحمله تلك المضامين.

ولفتت في نهاية تحليلها للظاهرة أن مسؤولية الاستعمال الصحيح للإنترنت هي مسئولية ينبغي أن تكون مشتركة بين كافة الأطراف سواء الأفراد أو الجهات الحكومية أو الشركات أو وسائل الإعلام المختلفة .