أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة والمنظمات الدولية المعنية لمنع انتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول.

وقال الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس بوتين بقصر الاتحادية بالقاهرة اليوم ” إن زيارة الرئيس بوتين المهمة إلى مصر تؤكد قوة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين وتتسم بالقوة والاستمرارية سواء في إطارها السياسي من خلال التنسيق المُستمر إزاء مختلف القضايا الإقليمية أو في إطارها الاقتصادي الثنائي”.

وأشار السيسي إلى أن المباحثات تناولت كيفية دفع العلاقات الثنائية وتطويرها سواء تلك التي تتصل بالتصنيع المشترك أو الأمن الغذائي أو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين أو جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر من خلال إقامة منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وتابع قائلاً: ” تم الاتفاق على تكليف الوزراء المعنيين بمتابعة تلك الملفات، وتسوية أية عقبات تواجه الانتهاء من المشروعات التي نعتزم تنفيذها مع روسيا”، معربًا عن تطلع مصر لمواصلة تطوير العلاقات مع روسيا خلال الفترة المقبلة، بما يلبي تطلعات شعبي البلدين نحو الاستقرار والتنمية.

وأوضح الرئيس المصري أن المباحثات تطرقت أيضًا إلى الأوضاع التي شهدتها القضية الفلسطينية على خلفية قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس وما لتلك التطورات من آثار خطيرة على مستقبل الأمن والسلم في المنطقة، وأهمية الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بالشأن الليبي، أكد الرئيس السيسي أهمية تكاتف المجتمع الدولي لتجنب أي فراغ أمني أو سياسي، وستواصل مصر دعم جهود المسار السياسي الذي يرعاه المبعوث الأممي بغرض تهيئة الأجواء لإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا، مشدداً على أن بلاده ستواصل جهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مبينًا أن هذا الجهد كان محل تقدير كافة الأطراف الليبية.

بدوره، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر، محادثات القمة التي أجراها مع الرئيس السيسي بالبناءة، قائلاً: تم تحديد خطط للعمل المشترك في المستقبل، والتباحث بشأن القضايا الأكثر إلحاحًا للأجندة الدولية والإقليمية، منوهًا بأن روسيا تولي دائمًا اهتمامًا كبيرًا للغاية بتعزيز الصداقة والتعاون بين البلدين، ومصر هي شريكها القديم والموثوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأضاف أن التعاون الثنائي يكتسب ديناميكية جديدة، ويعود الفضل في ذلك بدرجة كبيرة إلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، لافتًا الانتباه إلى أنه خلال الأشهر التسعة الماضية لهذا العام تم تعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 4 مليارات دولار.

وأشار الرئيس بوتين إلى أهمية مواصلة المفاوضات حول إنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر واللجنة الاقتصادية الأورأسيوية، وأهمية التعاون المشترك في مجال الطاقة وخاصة التعاون في مجال المحروقات، وأيضًا مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية الأولى من نوعها في مصر، موضحًا أنه عقب تنفيذ هذا المشروع ستحصل مصر ليس فقط على المحطة النووية وإنما على أحدث التكنولوجيات وأكثرها أمانًا.

وأوضح بوتين أن المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة لسويس ستكون أكبر مركز للصناعة والإمداد والتصدير للمنتجات الروسية إلى أسواق دول الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدًا أن الشركات الروسية الكبرى أبدت اهتمامًا للاندماج والمشاركة في هذا المشروع الهام الذي تبلغ إجمالي استثماراته 7 مليارات دولار.
وقال الرئيس بوتين ” إن المباحثات تناولت أيضًا التعاون في مجال الزراعة خاصة وأن مصر من أهم عملاء روسيا في شراء القمح، حيث صدرت روسيا 5.5 مليون طن من القمح لمصر خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري”، مؤكدًا على مواصلة روسيا تلبية كل احتياجات الأسواق المصرية من الحبوب الروسية.

وأضاف أنه تم الاتفاق خلال محادثات القمة على توسيع التعاون العسكري والتعاون العسكري الفني بين البلدين، وتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى مناقشة الروابط الإنسانية بين البلدين وفي مقدمتها السياحة.