وكما قال الله سبحانه وتعالى ؛ (( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد)) كم هو من الصعب تحمل الرحيل أو تحمل فراق شخص غالي كالأب الأم أو الصديق أو أي شخص في العائلة أو العمّل خاصة إذا كان لهُ مكانة في حياتك ،، ومن منطلق الفقد والشعور الذي يأتي بعد الألم الذي يصاحبنا مدى الحياة .

وبهذا اليوم أضع بعض الكلمات عن فقدان شخصية عامة قيمة وقامة فنية اجتماعية احببت ان اسطر بقلمي بعضٌ الكلمات قد تُخفف عن أقرباء وأحبة الميت أو للتَرحُم لهُ والدعاء ولتذكر الأشياء الجميلة التي عشتها مع الفقيد رحمهُ الله.

ومن هنا إليكم ؛ أبو بكر سالم بلفقيه ضلعاً مهماً في الأغنية العربية حينما يغني تجد في حركته ألف دلالة ومدلول على نمو موهبته وعطائه الوافر يقول البعض عن فنه انه روايات لم تختم بعد ،، وهو الحاصل على جائزة منظمة ” اليونسكو ” ثاني أفضل صوت في العالم سنة 1978.

‏وكانوا يلقبونه صاحب التسع حناجر ‏والتوزيع الاعظم والالحان الجميله وصاحب الأغنية الخالدة ” يابلادي واصلي ” لقد كان خير مثالآ وسفيراً مخلصاً لبلده وللأغنية اليمنية والحضرمية الأصيلة وحضرت اليمن دوماً في كل أنغامه التي كان يشدو بها طرباً فغنى لصنعاء وعدن وغنى للعرب والعروبة وللوطن وللحب والأرض والإنسان بلحن يماني وتغنى بصوته أهم المناسبات الوطنية والخليجية والعربية من خلال مشاركات فعالة تركت بصمة .

‏صوت قوي عميق شجي نابع من عمق الأصالة الخليجية حمل شجن بلاده وحضارتها وكان صوته تجسيداً للثقافة اليمنية والخليجية والعربية أحبه الناس وبات جزءاً من ذاكرتهم الإنسانية .

لقد شكل أبو بكر سالم وجدان وذائقة العديد من الأجيال على امتداد العالم العربي حيث كان فنانا بدرجة مثقف، و عندما غنى في مسرح الإذاعة والتلفزيون كان يخطو في نهاية العقد الثالث ” ٢٨عاماً ” كان مغيراً ومختلفاً عن السائد في الأغنية النجدية إلا أنه كان معجب بصوت طلال مداح والذي نمت بينهما عشرة طويلة ، ومعجب بألحان طارق عبدالحكيم ،والفن الذي يقدمه أبو سعود الحمادي ” رحمهم الله ” لا أستطيع أن أرثي حزني على عملاق الأغنية الخليجية ومدرسة الفن الأصيل والمبدع والفنان القدير والمحب لوطنه وأهله وأصدقائه أبو بكر سالم لقد قامة فنية عظيمة مهما تحدثت عنه لا أستطيع أن أعطيه حقه في هذا الرثاء الحزين رحل العملاق وترك بصمة لا تنسى مهما مر الوقت والأيام والسنين سيبقى خالداً في قلوبنا رحم الله أبو بكر سالم وأسكنه فسيح جناته رحل مدرسة الفن العظيم رحل الفن هكذا هم الفنانون العظماء يعلموننا الفرح أحياءً ثم يعلموننا الحزن بعد الرحيل ،،، رحلت جسداً يا أبا بكر وبقيت صوتاً حياً لا تموت .

وانتهى المشوار وعجلة الحياة وتوقف القلب رحل الهرم الفني الكبير أبو أصيل رحل صاحب القلب النقي قطعت مسيرتك وأنت توصي على البلاد وتقول ” يا بلادي واصلي والله معاك واصلي ” رحل تاركاً خلفه إرث فني كبير ذهب .. ملقيآ على أسماع محبيه ترانيم الوداع وعازفا لحنه الأخير الأسطورة الحضرمي .

فعلأ أن الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة وهو مصير كل حيّ، إلاّ أن مشاعر الحزن والشعور بالفقد قد تكون أحياناً قوية نسألك اللهم حسن الختام والثبات .