منافع ملموسة سُجِّلت للمستفيدين من صندوق التنمية العقاري الذي كان بالأمس بمثابة قرضٍ حسنٍ مع المرونة في الاستقطاع الشهري لهذا المنتج إلى أن تساهل عنه الكثير وأصبحت هنالك فَوضًى في سداداتهم لدرجة أنك تشاهد التعثر وصل إلى أن مستفيدًا لم يسدّد ولو قسطًا واحدًا منذ سنوات، فهل يُعتبر هذا الصندوق الماضي والذي يموَّل تقريبًا نصف المليون ولا يُحصّل منهم بكل انتظام !؟ ألم تكن إجراءاتهم وفق ذلك ولم يُدوّن في سجله الائتماني بأنه مستفيد سيئ!؛ فما أكرم هذه الجهة التي لا مثيل لها إلا خدمة المجتمع .

ومع هبوط المؤشر الاقتصادي وتبنج حركة العقار في السعودية فقد كان لذلك أثرًا في تطوير الصندوق العقاري لضخ أكبر عدد من المستفيدين في وقتٍ مبكر بعد التسجيل مقارنةً بما كانت عليه في السابق منذ بداية تسجيله ينتظر 10 سنوات أو أكثر حتى يتم ظهور اسمه ضمن مستفيدي هذا الصندوق، وبذلك نستطيع أن نقول اليوم وداعًا لطول الانتظار مع عصر السرعة والابتكار وتحوِّل هذه المؤسسة الشبه حكومية إلى تقديم حلول متعدّدةٍ أفضل مع منتجاتها التي تناسب جميع الشرائح ومتطلبات الراغبين في مسكن العمر، شراء وحدة سكنية جاهزة ، تمويل البناء الذاتي ، تمويل شراء وحدة سكنية على الخارطة ، تمويل برهن العقار ، وأخيرًا منتج الرهن الميسر ، وكل هذه البرامج أصبحت متضامنة مع الشركات والبنوك في حين اقتنائه لأيٍّ منها .

بعد سكون سوق العقار ظهر لنا بعض المحلّلين وسماسرة العقار الذين يدَّعون أنهم على درايةٍ كافيةٍ لهذه المنتجات ودقَّة تفاصيلها ، فقد أشاروا في أرائهم تأجيجًا خاطئًا لهدف إعطاء سلبيات على المنتجات المدعومة من وزارة الإسكان ، وأطلقوا الكثير من الاتهامات وعدم الإنصاف في الاستفادة من المنتجات المتاحة وهذه الموجة نعت نفسها بمتضرري الصندوق العقاري فأخذ المتشائمون يضربون بسوط ألسنتهم عبر الإعلام المرئي بأن هذه المنتجات عقيمة لا تشبع جوعَ صندوق أحلامهم الشاهقة ، فهل لنا أن ننير لهم بأن هذا كلَّه افتراءات هدفها تخويف المتقدم على الإقدام والحصول على سكنه المدعوم من قبله ، الصندوق المتضامن مع الشركة أو البنك يكون هامش الربح للمبلغ نصف مليون 0% ومع فرض الدفعة المقدمة 15% الملزمة في السابق من قبل مؤسسة النقد في حال الشراء لأيَّة عقار سواء كان من الصندوق أو غيره ومع ذلك يأتي التمويل المدعوم في حالة استيفاء الشروط على المستفيد ويدعمه بنسبة 5% حتى يسهل عليه الشراء فأي ضررٍ يتحدث عنه هؤلاء وهم يجهلون كل التفاصيل الدقيقة في معرفة معايير هذه المنتجات!! وإن لم يعجبك هذا فهناك منتج أفضل وهو الشراء على الخارطة والذي تتكفل وزارة الاسكان بكافة الأرباح فيه وتقديمها للبنك ليظل المستفيد يسدد صافي التمويل فقط .. أيضاً هنالك منتج جديد في حال الاستفادة من هذا المنتج واذا كان لديك تمويل عقاري قائم سابق مع مؤسسة ربحية سواء مصرف أو أيّ شركة تستطيع أن تطبقه بعد ظهور اسمك.

محصلة مستفيدي وزارة الاسكان المتجزئة من عشر دفعات وصل إلى 167719 مستفيد والمستفيدي من صندوق التنمية العقارية 77 ألف مستفيد، فهذه الارقام حقائق قل فأتوني ببرهانكم إن كنتم صادقين وهذه هي البراهين على نجاحه.

مساحة الأحلام قد لا تسع أيّ صندوق ، فما زلت أقول أن مسألة العقار مسألة فكر وهناك أناس انحصرت نظرت السكن لديهم بأنها “فيلا” وعدم الاعتراف بالشقق والدبلوكسات الصغيرة لذلك يحتاج هذا المجتمع أن يعيد ثقافته وبرمجته بالاعتياد على السكن في الشقق أو بذل كل ما لديه في الادخار ومساحة العمل متاحة في تكثيف العمل بآخر فمن أجل أحلامك اتعب واشقَى في عملك لتحقيقها؛ فليس هنالك ماردٌ ننتظره يخرج من الفانوس ليحقق لكم أحلامًا سكنية .