حالة من الحزن تخيم على أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الليلة بعد مقتله أمس ، في خطوة فاجأت الكثيرين.

لكن أنصار الرجل افتقدوه في هذه الليلة الظلماء، لذلك بدأت الاستفهامات والأسئلة الحائرة تفتش عن خيط يكشف الجانب الغامض من قصة اختفاء “رجل صالح القوي”، نجل أخيه العميد طارق صالح، الذي تصدر المشهد في انتفاضة صنعاء الحالية.

كثيرة هي الروايات التي يتم الترويج لها حاليًا، بين من يرى أن العميد الركن طارق صالح الذي كان يقود معركة صنعاء بقوات من الحرس الجمهوري الوفية لصالح، تمت تصفيته لحظة اعتراض موكب الرئيس اليمني السابق، وهناك فريق آخر يؤكد أن طارق فر إلى مأرب، في حين يرى فريق ثالث أن العسكري القوي، ما زال في الحي السياسي متحصنًا في بيته ورفقة حراس مدججين بالسلاح.

وفي ظل الأوضاع المتوترة في صنعاء، وحالة الارتباك التي خلّفها خبر مقتل صالح، يصعب التكهن بمصير طارق محمد عبدالله صالح، الذي يعتبر المطلوب رقم واحد للحوثيين حتى قبل مقتل صالح.

الرجل العسكري القوي، تصدر واجهة الأحداث في الأيام الماضية عندما نجا من محاولة اغتيال دبرها الحوثيون، وفيما يشبه نوعًا من التحدي للميليشيات، ظهر طارق صالح قبل يومين يتجول في عدد من المواقع الإستراتيجية في صنعاء بعد سيطرة قواته، الحرس الجمهوري التابعة لصالح عليها.

وتقول وسائل إعلام يمنية: إن آخر مرة شوهد فيها طارق، كانت مساء الأحد في أحد أحياء صنعاء، وهو يقود المعركة ضد الحوثيين.

وأضافت تلك المصادر أن الاتصالات انقطعت مع العميد، بعد ساعات من محاصرة قوات حوثية منزله بالحي السياسي أمس، مؤكدة أن الغموض سيد الموقف بشأن مصيره.

وتعتقد بعض الحسابات اليمنية أن السبب المباشر لتصفية الحوثيين لصالح اليوم، يعود في الأساس لرفضهم أن يتولى العميد طارق صالح رئاسة المجلس العسكري الذي شكله صالح من كبار قادة الحرس، لذلك سارعوا للغدر به.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يخوض اليمنيون ما يشبه “حرب الشائعات”، بين من يؤكد أن ابن أخ صالح قضى معه، و من يرجح فرضية الفرار إلى محافظة أخرى، بينما آخرون يعتبرون الوضعية الحالية مثيرة للريبة.

وغرد يمني يقول: “أكدت المصادر العسكرية أن نجل صالح، وهو العقيد خالد علي صالح، تم أسره، في حين ما زال الغموض يلف مصير العميد طارق علي عبدالله صالح”، فرد عليه آخر: “ألقي القبض على العميد الركن/ طارق محمد عبدالله صالح وتمت تصفيته”.