يسمى السطر من القصيدة العربية بالبيت، وترجع هذه التسمية إلى وجه الشبه بينه والبيت المعروف، فبيت الشعر يضم الكلام، كما يضم البيت أهله، لذلك سميت مقاطعه بالأوتاد تشبيها بأسباب البيوت وأوتادها.

كما أن نصف البيت أو صدره، يسمى المصراع تشبيهًا له بمصراعي الباب ويصطلح عليه بالمشد، أما النصف الثاني فيسمى بالمصراع الثاني أو القفل.

بل إن هذا البيت هو بشكل أيسر للفهم، يقوم على نظام الخيمة المزروعة في عمق الصحراء ويستوحي تفاصيلها وصناعتها، وكأنما الشعر أو القصيدة بكاملها هي مسكن يستريح إليه الشاعر من هموم الحياة لينظر إلى نفسه ويرى فيها ما يرى من خلال النظم.

أما عن القصيدة، في معناها في القواميس العربية تشير إلى ” العظم ذي المخ ” ، وهو ما يشبه القصيدة بالنسيج من الكلام المكسو بالمعاني، اللحم الحي، كما يرى الكاتب “جلال مقابلة” في مقالة له بعنوان ” بيت القصيد ” .

ولا يطلق على الأبيات قصيدة إلا إذا بلغت سبعة، عند بعض النقّاد، وهو اتجاه قديم. ويبدو أن ذلك مرتبط بموروث عند العرب يتعلق بالرقم سبعة، فأشواط الطواف بالكعبة هي سبعة، والسماوات سبعة، وأيام الأسبوع أيضاً.

ومن الإشارات الجلية أن المعلقات المعروفة في العصر الجاهلي، كان عددها سبع، في أحد الآراء (البعض يجعلها عشراً)، وكانت تعلق بأستار الكعبة، وهذا يشير إلى دلالات ربط خفية تتطلب سبر أغوارها، لمعرفة هذه العلاقة بين الكعبة ” البيت ” والقصيدة والمعلقات والرقم سبعة عند العرب.

والقصيدة هي بحث عن تمام المشاعر والعواطف والتعبير عن الذات والعلاقة مع الوجود، وبهذا فهي تنشد التمام من خلال أبياتها السبع، وكل بيت هو مسكن ومأوى في حد ذاته.