الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله…
وبعد:
فإن المرأة المسلمة ينبغي لها أن تتفقه في دينها وتعرف أحكام شرعها، ولا تتصرف إلا بموجب أوامر خالقها؛ ولأن ثلة من الناس رجالا ونساءً اعتنقوا أفكاراً ونظما بخصوص المرأة وحجابها؛ فإنه من المهم على المرأة المسلمة التفقه في أمور الدين وعدم تصديق ما يقال من عامّة الناس في أمور الحجاب.

وحقيقة الحجاب الشرعي أن تلتحف المرأة برداء يسترها من رأسها إلى قدميها بدون أن يصف شيئاً من أعضائها وأما الحجاب المستعمل الآن فمنهُ ما هو موافق للشرع الشريف ومنه ما هو مخالف له فالموافق هو التستر بالجلابيب الواسعة وإن لم يشبه الحجاب الذي كان في صدر الإسلام من كل وجه لأن مقصد الشارع ستر الوجه والجسم لدرء المفاسد لا تعيين رداء مخصوص أو هيئة معلومة.

والحجاب مفروض على جميع نساء المؤمنين وهو واجب شرعي ، وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم ونساؤه هن الأسوة والقدوة لسائر النساء، والحجاب لم يفرض على المسلمة تضييقا عليها، وإنما تشريفا لها وتكريما وصيانة لها وحماية للمجتمع من ظهور الفساد، وانتشار الفاحشة، وهذه هي النصوص الواردة في الحجاب من القرآن الكريم:

قوله تعالى: ” وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ”
وقوله تعالى: ” وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ”
وقوله تعالى: ” يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ”
وقوله تعالى: ” وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ “