نشرت صحيفة ” اميس تريبيون ” الأمريكية، في 31 مايو عام 1974، صورة لفتاة أمريكية تدعى كلاوديا كراوفورد، هي جالسة مع بعض باعة التحف والتراثيات، في سوق الزل بمنطقة قصر الحكم بالعاصمة الرياض.

نشرت الصحيفة مع الصورة، مقتطفات من مذكرات كلاوديا كراوفورد التي انتقلت إلى الرياض مع زوجها بعد أن تم تعيينه مديرا لأحد البنوك، قالت فيها إنها كانت تشعر بقلق لأنها ستعيش في مكان يفرض قيودا صارمة على المرأة، لكنها في نفس الوقت كانت متحمسة لمعرفة المزيد عن الإسلام وعن العادات والثقافة العربية.

وأشارت كلاوديا كراوفورد إلى أنه بعد 18 شهرا فقط من مكوثها في الرياض، تبين لها أن نظرتها عن المملكة كانت خاطئة، حيث إن هذه الصورة السلبية رسختها زوجات الأجانب الذين عاشوا في الرياض لسنوات، دون أن يكلفوا أنفسهم محاولة الخروج من ” الكومباوند ” أو – المجمع السكني – للتعرف على المجتمع من حولهم.

وقالت كلوديا كروفورد، إنها منذ وصولها للرياض، بدأت في تعلم اللغة العربية، كما بدأت في التدريس بإحدى المدارس الأجنبية، والتي اكتشفت أن منهجها كان يخلو تماما عن أي معلومات عن السعودية، فقررت تكليف طلابها البالغ عددهم 320 طالبا، بإعداد ورقة بحثية من صفحتين عن أي موضوع يتعلق بالمملكة.

وأوضحت كلاوديا كراوفورد أن الطلاب اضطروا للاستعانة بزملاء آبائهم في العمل من السعوديين، لإعداد هذا الواجب وهو ما وفر لهم فرصة ولأول مرة بالحديث معهم عن التاريخ والثقافة والدين والعادات والتقاليد وأمور أخرى متعددة، مشيرة إلى أن الفصل كان يتيح كل أسبوع المجال لطالبين للحديث عن ورقتهم البحثية، وكان الآباء يحضرون أيضا للاستفادة من المعلومات.

وقالت كلاوديا كراوفورد إنه بعد عام ونصف من تعلمها اللغة العربية، وازدياد ثقافتها عن السعودية بدأت بالخروج بشكل أسبوعي خارج ” الكومباوند ” واستطاعت بلغتها العربية أن تقرأ الصحف، وأن تتحدث مع سائق التاكسي وبائع البقالة وغيرهما، وهو ما وفر لها فرصة لممارسة اللغة العربية بشكل عملي.

وأشارت كلوديا كروفورد إلى أنها استطاعت تكوين صداقات مع السعوديين في منطقة سوق الزل بمنطقة قصر الحكم بالعاصمة الرياض، من بينهم العم سليمان تاجر التحف والتراثيات، حيث التقت زوجته وأطفاله الذين كانوا سعداء جدا باهتمامنا كأجانب باللغة العربية.

وختمت حديثها بالقول ” زوجات الأجانب اللاتي شيدن جدارا وهميا بينهن وبين المجتم، أقول لهن لو تعلمتن اللغة لعرفتن المعدن الجميل لشعب المملكة ” .