كشف الكاتب الفرنسي بيرنجير بونت، بالدليل عن استراتيجية قطر في تخريب الحياة الاقتصادية لأكثر من رجل أعمال سعودي تأثيرًا في فرنسا، وهو الشيخ محمد بن عيسى الجابر؛ أحد مالكي مجموعة ” جي جي دبليو ” وهي شركة دولية خاصة تعمل بشكل رئيس في قطاعات الفنادق والمطاعم بأوروبا والشرق الأوسط. وفقًا لموقع ” myeurop ”

وكانت الدوحة في 2007، قد وضعت استراتيجية ضدّ الجابر الذي تردّد اسمه عام 2008 في وسائل الإعلام العربية، عقب الاتفاق الذي تمّ بينه وبين الصندوق الأمريكي للاستثمار ستاروود كابيتال، لشراء عشرات الفنادق الفاخرة من بينهم ” لو كريلون، فندق اللوفر وكونكورد لافاييت في باريس، ومارتينيز في كان، وقصر لا مديترانيه في نيس في صفقة تقدّر بـ 1.5 مليار يورو.

وبيّن الصحفي أنّ الصفقة أثارت غضب الدوحة، وقد كشف مصدر فرنسي، فضّل عدم ذكر هويته بسبب حساسية هذه المعلومات، الدورَ الذي قام به سليم خوري، الوسيط اللبناني، في المفاوضات القطرية لتعطيل الصفقة.

ونوَّه إلى أنّ خوري قدِم إلى الجابر عام 2007، وعمل مستشارًا له، وعندما غادر الأخير باريس للمملكة لمدة شهرين، في مارس 2009، لم يضيِّع خوري الوقت، وأضاف تعديلًا على العقد الحصري الذي وقّعه الجابر مع ستاروود كابيتال- نيابة عن الجابر- بقبول تسديد مبلغ إضافي قدره 100 مليون يورو للصندوق الأمريكي، وذلك بعد أسابيع فقط من قيام الجابر بدفع 50 مليون يورو لـستاروود، كجزءٍ من العقد الذي كان ساريًا حتى مارس 2010.

وأوضح المصدر أنّ القطريين كانوا يعرفون الدور الذي لعبه خوري في تسهيل الاستحواذ المثير للجدل على فندق رويال مونسو من قبل مجموعة ديار القطرية، حيث كان خوري يعمل لسنوات لصالح رفعت الأسد، عم الديكتاتور السوري بشار الأسد، ويعرف جيدًا مالك الفندق، رجل الأعمال عثمان عايدي، الذي تربطه علاقة وثيقة بأسرة الأسد.

وسارع الجابر إلى الاعتراض على هذا التعديل وتقدم بطعن، ما جعل ستاروود تلغي العقد المبرم مع شركة مجموعة ” جي جي دبليو ” قبل عام من انتهاء صلاحيته القانونية، وبدأت على الفور سلسلة من المفاوضات مع القطريين انتهت باستحواذهم على عددٍ من أشهر فنادق المجموعة بفرنسا.

أظهرت المصادر نفسها مراسلات عبر البريد الإلكتروني بين خوري ورئيس الأركان لدى أمير قطر والتي تعود لـ2009، كما كانت زيارة خوري للدوحة سرية تمامًا عن الشيخ الجابر، وأكدت المصادر أن خوري كان يعمل لدى القطريين في الوقت الذي يعمل لدى الجابر مستشارًا.

من ضمن ما قدّمه بيرنجير بونتي على استراتيجية قطر ضد السعودية، أن باتريك بالكاني وهو صديق مقرّب لنيكولا ساركوزي، تعرف على الجابر عن طريق خوري، والذي شجّع رجل الأعمال السعودي على المشاركة في تشييد ناطحات سحاب في مدينة ليفالوا، ولكن بعد فترة وجيزة من توقيع العقد ودَفْع 17 مليونًا كدفعة أولى، أخذ خوري العمدة الفرنسي في زيارة إلى الدوحة بالتنسيق مع مجلس الوزراء، وهي الزيارة التي كان لا يعلم عنها شيئًا الجابر.

وأوضح أنّه في غضون بضعة أشهر، تمّ إبطال العقد مع السعودية، على الرغم من أنّ محكمة الاستئناف في باريس خلصت إلى أنّ العقد المعدَّل ليس وثيقة رسمية، وأنّه تم دون موافقة رجل الأعمال السعودي.

كما تمكّن الجابر من إثبات أن خوري كان يعمل ضده أيضًا أثناء عمله كمستشار له في قضية أخرى تتعلق بمصرف ستاندر بانك ومقره في جوهانسبرج، والذي يرتبط بعلاقات طويلة مع قطر.

وكان خوري يعمل في الظلام داخل مجموعة الجابر، وتسبّب في إلحاق أضرار مالية كبيرة له، وقد لا يكون من قبيل الصدفة أن ستاندرد بنك لديه علاقات وثيقة بحمد الجاسم.

كما تضمنت الخطة القطرية محاولات تشويه صورة الجابر في فرنسا، بهدف تحويل الرأي العام الفرنسي ضدّ الاستثمارات السعودية.

وقد أمرت محكمة فرنسية بنشر اعتذار رسمي والتراجع عن قصة الجابر التي اعتمدت بشكل كبير على المعلومات الخاطئة المقدمة من قطر على رجل الأعمال السعودي.