تتكون الدول من مجموعاتِ عرقية أو دينية متنوعة تتعايش فيما بينها لتُشكل وحده وطنية يسودها السلام أما إذا دخل بوسطها مرض المجتمعات والمُتمثل في العنصرية والكراهية فإن تلك المجموعات تتحول لوحوشِ كاسرة تُجاهد من أجل الإنقضاض على الأخرى والنيل منها بلا أسبابِ مُقنعة ، منذ زمنِ ليس بالقصير و مجتمعنا يُطالب بسن نظامِ يُجرم الكراهية والعنصرية لشعوره بأن ذلك المرض يُمثل تهديداً للوحدة الوطنية التي نعيشها ، فالمجتمع وإن كانت هناك قلة منه لا يروقها مناهضة الكراهية والعنصرية يشعر بالخطر ويربط بينه وبين المتغيرات التي تطرأ على الساحة الدولية والإقليمية فنحن نؤثر ونتأثر ولسنا بمعزلِ عن العالم ، القلة القليلة التي تُناهض تجريم الكراهية والعنصرية يغلب عليها الجهل والغباء وإن أظهرت عكس ذلك ويغلب على بعض أفرادها التشدد والتطرف الذي منشأه فكرة ونهايته عملية إجرامية بمكانِ ما ، اليوم ليس كالأمس والمستقبل لن يفتح ذراعيه والمجتمع مُعلق بين منظري الكراهية ودعاة السلام والإطمئنان بالأمس القريب أجل مجلس الشورى مناقشة نظام تجريم الكراهية والعنصرية ، تأجيل بلا مبرر فدور المجلس التنظيمي وموقعه كمؤسسة وذراع تشريعي للحكومة يحتم عليه حسم ملفات عالقة على طاولته وعدم التأجيل طالما المناخ العام مهيئ لذلك ، من عادة المجلس الصمت فلا ساق المُبررات ولا نقل الملف إلى طاولة هيئة الخبراء بمجلس الوزراء ، المناخ العام لا ينقصه سوى وجود مثل ذلك النظام الذي يقف حائلاً بين دعاة الكراهية ومروجي العنصرية ويقطع الطريق على تجار الأزمات والفتن ويضع المواطن وكرامته وحريته فوق أي إعتبار .

مجتمعنا مكون من قبائل ومذاهب وعوائل كبيرة كانت قبل توحيد المملكة تعيش شتاتاً لا نظير له وبعد التوحيد دخلت عصراً جديداً أنخرط الجميع في التنمية والبناء والتعليم ومع دخول المنطقة في مرحلة صد الثورة الخمينية وتجنب آثارها برز الخطاب المتطرف الذي سقى بذور العنصرية والكراهية وعمل على بعث ماكان ميتاً منها لغاياتِ سياسية أيديولوجية ، نسي المتطرفون ودعاة الكراهية وحاملي حطب العنصرية أن القواسم المشتركة أكثر بكثير من جزئيات الإختلاف التي يقفون عندها وأن الوطن بتنوعه يحتضن دين واحد بمذاهبه المتعددة ، دعاة الكراهية والعنصرية يقفون ضد الوحدة الوطنية ويقفون ضد الرغبة الربانية فالله خلق البشر متنوعين مختلفين يجمعهم أشياء ويميز فيما بينهم بأشياء وهذه حقيقة ثابتة بالكتاب والسنة النبوية ، الجهل سبب من أسباب الكراهية والعنصرية والجهل لا يعني عدم العلم بل يعني الجهل بالحقائق وتفسير الأشياء وفق ألا منطق ، نحن اليوم في أمس الحاجة لوجود نظام يُجرم الكراهية والعنصرية فالوطن للجميع بلا إستثناء وهذا هو المبدأ الذي قامت عليه وحدتنا الوطنية التي يُريدها البعض وحده محصورة بطيفِ معين وكأن الوطن ملك له ولطيفه فقط ، المستقبل الذي بدأت ملامحة في التشكل لن يسعنا والكراهية والعنصرية تتمدد في فضاءنا ولن يكون للمجتمع بصمة أو ينعم بالإستقرار في ظل الظروف المحيطة به وذلك المرض ينتشر كإنتشار النار في الهشيم ومن أجل تضحيات الموحدين وأمنيات الأجيال يجب الإسراع بإقرار ذلك النظام الذي سيضع حداً للتجاوزات وسيقضي على كل جاهلِ خبيث وخائنِ عميل باع الوطن بفكرةِ شيطانية فلا يمكننا الإنفتاح على الآخرين ووحدتنا الوطنية بلا سور يحصنها من الإختراق .