لا أعرف معناً للخرافة التي كان يطلقونها علينا الجدات في الصغر ..الشيء الوحيد المتأكد منه ان أمي كانت تقف في وجه الشمس عند خلع احد اسناني لتقول ..”ياشمس خذي سن الحمار واعطينا سن الغزال” ..ثم ترمي بالسن إلى الحوش المجاور لبيتنا ..اغلب اسناني مدفونه هناك الى اليوم .. حتماً أمي ليست يابانية لكن الخرافة متعلقة بالشمس ..سقطت اغلب اسناني بفعل الإهمال وليس الكبر..” ارجو من الصبايا تفهم ذلك” ..يتهامس اثنين من أبنائي بإن لديهم حدس قوي عن كلام جدتهم نحوي كان صحيحاً لكنهم لايحبذون البوح به أمامي..يقول أحدهم للأخر هل كان سِنه فقط حماراً ام كل كتلته!! كيف كان يعيش في عهدا كانت جمع الأموال فيه “بالخيشة” “والمشاريع على قفى من يشيل” والمشروع المليوني يتحول إلى مليارديري ..

ولماذا لم يعرف في ذلك العهد ان يتقرب ليحصل مثل غيره على أرصدة مليونيه لعمل وهمي ..هل كان راعي الاحواش افضل منه ام صاحب تصريف امطار جدة أفهم منه ..يتهامسون بينهم بالقول ..ماالذي منعه من الانخراط في “ثلة الشلة” ايعقل ان تكون كل اضراسه التي رمت بها الجدة عادت إليه ولم تتشكل كأسنان الغزال ..ابني صفوان في المرحلة الثانوية وابني عبدالرحمن بعدُ منه في المتوسطة لا يعرفون شيئا سوى ان كل شيء كان سهلا ويمكن غسله بمزايين ابل او حتى حمير ..

فأين كان أبونا حين سرق الجميع واغتنى الكذاب وانتفخت اوداج الحرامي ..ثم نراهم يُحملًون بمراكب وثيرة الى منتجعات مريحة من أجل التحقيق اللطيف المصحوب برجاء “تكفى رجع اللي سرقت..وارجع بيتك”..وكأن شيئا لم يكن ..عام 1389 هجرية فقد والدي “سستة” المسدس الذي في عهدته ..تم توقيفه في السجن وتحميله “خفارات” شاقة لمدة شهر ..كان يزورنا وعلى ظهره كل عدة الحرب من كريك وفاروع وبطاطين جيش ولايسمح له بنزعها.. بعد تقاعده ومحاولته إعادة ترميم بيتنا الطيني وجد تلكم “السستة” قد وقعت خلف فتحات بلوك الطين .. أخذها وذهب إلى وحدته لإعادة تسليمها وتبرأة ساحته من فقدانها..لكن للاسف كانت كتيبته قد رحلت ..اليوم تُسرق مليارات البلد من ابناءها..ولانرى على ظهور احدا منهم بطاطين جيش ولا كريكات خنادق..فقط ضيافة وتقدير ورجاء ..ان لايعودوا لفعلهم مرة اخرى ..بالنسبة لأبني صفوان وعبدالرحمن ..دعوا ما يدور في مخيلتكم فقد ألقت جدتكم بسن الحمار ..لكن الحمار بكبره..لايزال باق.. وكفى