منح مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي جائزة الإنجاز مدى الحياة لعام 2017م لرجل الأعمال السعودي المعروف محمد بن إبراهيم السبيعي.
وسلم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم. .ولي عهد دبي, جائزة الإنجاز مدى الحياة للشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السبيعي رئيس مجلس إدارة شركة ماسك، وذلك خلال الحفل السنوي.
وعبر الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السبيعي عن سعادته واعتزازه بنيل والده الشيخ محمد بن إبراهيم السبيعي رحمه الله جائزة الإنجاز مدى الحياة التي يقدمها مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي سنويا للشخصيات الإنسانية المعطاءة.
وقال في تصريحات صحفية بهذه المناسبة:
اسمحوا لي ابتداءً أن أعبر باسمي وباسم إخواني وأخواتي أبناء محمد بن إبراهيم السبيعي – رحمه الله – عن عظيم شكرنا وتقديرنا وامتنانا لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم .. ولي عهد دبي على تفضله وتشريفه بالحضور والمشاركة والرعاية لهذه الأمسية الكريمة.
كما أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان، للسادة القائمين على مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، على حُسن الرعاية والتنظيم لهذا الحدث الاقتصادي المهيب، حيث استطاعوا خلال خمس سنوات فقط وتحديدا منذ اطلاق الجائزة عام 2013, استطاعوا أن يجعلوا هذا التجمع من التجمعات الاقتصادية البارزة عالمياً, في مجال الصيرفة الإسلامية، وتمكنوا ببرامجهم ومبادراتهم المميزة من الإسهام في تحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم بجعل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي.
وأضاف إبراهيم السبيعي الذي تسلم الجائزة من راعي الحفل حضرة صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم.. ولي عهد دبي.
إننا نشعر في المملكة العربية السعودية دوماً أن إخواننا في دولة الإمارات العربية المتحدة هم أهل لنا، وإننا نلمُس منذ عقود امتزاج الرؤية السعودية والإماراتية على مستوى القيادات السياسية، والنخب التجارية، وباتت اليوم علاقة الشعبين السعودي والإماراتي مضرب المثل في الأخوة والتفاني ووحدة المصير , وإننا نتطلع إلى أن يكون لرجال الأعمال في البلدين دور أكبر في تعزيز هذه اللحمة وتعميق أواصر التعاون، بما يُسهم في تحقيق تطلعات حكامنا، ويحقق مصالح بلدينا، ويبعد عن شعوبنا ويلات الفتن والفرقة والاختلاف.

وتحدث السبيعي عن جائزة دبي للاقتصاد الإسلامي قائلا:
لقد حجزت جائزة دبي للاقتصاد الإسلامي لنفسها مكاناً مرموقاً في خارطة الجوائز الاقتصادية في العالم العربي والإسلامي، حيث أسست لثقافة جديدة للتنافسية تعتمد فيها على البعد الإنساني والاجتماعي للعمل والمال والجهد، وليس على البعد المادي المحسوس للمنتجات والسلع والثروات (فحسب).
وإننا نتطلع إلى أن يستمر مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي في جهوده ومبادراته المميزة نحو توسيع دائرة الصيرفة الإسلامية بحثاً وتطبيقاً وممارسة، وإننا على ثقة في أن هذا المركز قادر على تطوير مبادئ الاستثمار الإسلامي بما يتلاءم مع احتياجات الشعوب، خاصة في ظل التوقعات المتفائلة التي تشير إلى أن حجم الاقتصاد الإسلامي سيبلغ 3 تريليون دولار في عام 2021م.
وحول الدور الريادي لوالده الراحل في تأسيس الصيرفة الإسلامية في المملكة ودول الخليج العربي قال الشيخ إبراهيم السبيعي:
لقد بدأت رحلة سيدي الوالد – رحمه الله – في تأسيس الصرافة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية قبل 80 عاما ,وتحديدا في صيف عام 1937م حين أسس شركة محمد وعبدالله البراهيم السبيعي للصرافة والتجارة بمكة المكرمة، متوقعاً ازدهار تجارة العملات وإقبال الناس على الصرافة، في ظل دخول الحجاز تحت حكم الملك عبدالعزيز آل سعود، واستتباب الأمن، وارتفاع أعداد الحجاج والمعتمرين.
ومن ذلك الحين وعلى مدار سبعة عقود انخرط سيدي الوالد – رحمه الله – مع شركائه ومجايليه من ولاة الأمر، ورجال الأعمال , وعلماء الشريعة, وأساتذة الاقتصاد، في تطوير منظومة الاقتصاد الإسلامي، وتوسيع منتجاته، وتطوير أدواته وتحسين مخرجاته.
وقد بذل – رحمه الله – وسعه وطاقته في بناء وتأسيس ورعاية الكيانات الاقتصادية الإسلامية المرموقة ، حيث أشرف بنفسه مع مجموعة من شركائه , على تأسيس بنك البلاد بالمملكة العربية السعودية عام 2006م , وهو مصرف إسلامي حديث, ،يلتزم بأصول ومحددات التصور الإسلامي للمال والأعمال ,ويوظف في ضوئها أدوات العمل المصرفي الحديثة.
كما أسهم ودعم – رحمه الله – بفكره وتوجيهه وشراكته جهود البنوك والمؤسسات المالية نحو توسيع دائرة المعاملات الإسلامية في أنشطتها المختلفة، وكان له أكبر الأثر في تحفيز البنوك التقليدية على تقديم خدمات الصيرفة الإسلامية، إيماناً منه – رحمه الله – بمستقبل الاقتصاد الإسلامي واتساع قاعدة المتعاملين به في المنطقة العربية والخليجية واقتناعاً منه –رحمه الله – بجدوى تعدد الخيارات والمنتجات البنكية والاقتصادية أمام العملاء بما يحقق لهم التوافق والمواءمة مع معتقداتهم وقيمهم.

وأكد السبيعي على أن والده الراحل محمد إبراهيم السبيعي من رواد ومؤسسي العمل الخيري والاجتماعي في المملكة العربية السعودية حيث قال:
لقد كان والدي – رحمه الله – سابقاً لرجالات عصره في إدراك أهمية إدارة الأوقاف بطرق استثمارية, وكان واعيا لأهمية العمل الخيري المؤسسي، وكان له أثراً كبيراً في إعادة إحياء سنة العمل الوقفي الخيري في المجتمع السعودي قبل 50 عاماً.
وقد أسس الوالد رحمه الله مع شقيقه العم عبدالله السبيعي عام 2003م مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية ,وهي مؤسسة خيرية كبرى تقدم وترعى مئات المبادرات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية، وتُسهم بشكل فعّال وواضح في إثراء وتطوير مؤسسات القطاع الخيري بالمملكة ، كما أسس الوالد – رحمه الله –شركة استثمارية متخصصة لرعاية واستثمار أوقافه الخيرية وتعظيم عوائدها السنوية بما يعزز عوائدها السنوية المسخرة بالكامل نحو مبادرات وبرامج نوعية في مجال العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية على مستوى المملكة والخليج والعالم.
وفي ختام تصريحه جدد إبراهيم السبيعي شكره وتقديره لدولة الإمارات قيادة وشعبا على هذه اللفتة النبيلة إزاء تكريم والده الراحل رحمه الله.