منذ نعومة أظافرها، وفي غرفة بداخل منزلها، كانت تزاحمها أشعة الشمس بمكة في زوايا لوحاتها لكنها كانت تطلق عنان أناملها وتعبث أفكارها، فترسم لوحات أشكالاً تجذبها للضحك تارة، وللهمس تارة، أو للتفكير طويلاً تارة أخرى. حتى انسلت من بين أصابعها وجوه الفن، ومتعة إبداعٍ ما كانت لتكتشفها، لولا أن للفن موعد ولادة معها.

كبرت ” ميعاد ” وما زالت أدوات الرسم تزاحمها في نفس الغرفة، غير أنها صارت فنانة، وباتت تعشق السكون، فقد تمالك ” ميعاد ” هوس البحث في المكتبات عن أي كتاب أو مجلة تصقل بها موهبتها، وتروي ظمأ التعرف على أصول الفنّ، وحرفة الفنان، من يومها بدأت ميعاد بالرسم ” الواقعي ” مثل (تشريح الجسد، الطبيعة…)

وبعد مرور الوقت والأيام والسنوات
” فتاة مكة ” السعودية، تُعبر اليوم بفرشاتها الرقيقة عن الفتاة العربية. وتملك شخصية فنية عميقة نادرة لا تنفك عن الالتصاق بكل لوحاتها التشكيلية، التي لا نملك إزائها غير الاستسلام للحظات صمت، وتأمل، وإعجاب كتلميذ مبهور بخط معلمته البارعة!

” ميعاد ” رسامة تأثرت وانفتحت على جميع المدارس، غير أنها تعتبر نفسها في طور المدرسة التعبيرية. لكن ميعاد أكدت:
انا الرسم بالنسبة عندي اخراج طاقات سلبيه.

فقد تأثرت لوحاتها بشكل مباشر بظروفها .

الفنانة ” ميعاد ” لخصت هويتها الفنية وجعلت اللوحات تتكلم عما بداخلها وذلك بصراخ ريشتها وألوانها ، ولا عجب، فوالدة الفنانة ميعاد كان لها الفضل الكبير في صناعة إبداع إبنتها، وصقل موهبتها.

أما عن العلاقة بين الدراسة والفن، تقول ميعاد: ” أنني انقطعت عن التعليم بعد المرحلة الثانوية وتفرغت للرسم وأنا اشكر والدتي لدعمها ووقوفها بجانبي ” .

وتأمل ميعاد: أن تتمكن في المستقبل أن من عرض لوحاتها في أكثر من معرض ومهرجان محلي أو دولي، وأن لا تكون ظروفها حاجزا يمنع ذلك.

هذه اللوحات- التي التقطتها عدسة ” صدى ” – تحمل في طياتها رموز متناغمة، ودلالات ساحرة، يصعب فك شفرتها، لأنها صنع فتاة شرقية وتمنت ميعاد في آخر كلامها ان تجد معهد أو أكاديمية تدعم موهبتها التي تسعى من خلالها للوصول إلى العالمية والشهرة وان تكون مصدر دخل لها كبقية الفنانين .