كشفت دراسة أكاديمية أجرتها الطبيبة والمحللة النفسية لين يونك التي تعمل في معهد التحليل النفسي في كلية بيركشاير ، أن التحرش الجنسي هو في حقيقته استعراض للسلطة بين بعض الرجال والنساء، وأن معظم الحالات التي يجري فيها التحرش لا تتضمن الممارسة الجنسية بقدر ما هي ممارسة للسلطة والاضطهاد. فالجنس ما هو إلا أداة لفرض السلطة على الطرف الثاني.

وفي مستهل الدراسة عرّفت يونك المقصود من تعبير ” التحرش الجنسي ” بأنه أي اتصال جنسي غير مرغوب فيه وضد إرادة الشخص الآخر. ويتراوح بين الحديث والرسائل النصية واللمس والتلصص إلى الاغتصاب. وقد يستخدم الجاني القوة والتهديد والتلاعب أو الحديث الناعم والإطراء.

واستذكرت الباحثة أن أهم من تحدثت عنه وسائل الإعلام في هذا الخصوص هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تحدث بجرأة منقطعة النظير في شريط فيديو تم تسريبه في وسائل الإعلام قبل شهر من إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الاول 2017 حول تقبيله النساء عنوة والإمساك بمناطق حساسة من أجسادهن، وكيف أنهن لا يمانعن في ذلك لأنه مشهور.

ممارسة السلطة

كما بيّنت أن معظم حالات التحرش يرتكبها رجال ممّن يحتلّون مركزًا أكثر قوة من الضحية التي غالبا ما تكون في حاجة إلى وظيفة أو نوع من الواسطة أو ترقية أو حتى دور في فيلم. وهذا ما حدث بالفعل في قضية المنتج هارفي وينستين والمخرج جيمس توباك، حيث استغلوا مناصبهم لإغراء ممثلات ناشئات مقابل علاقات حميمة معهن.

الضحايا محتاجات وفي موقع ضعيف

ووفقا للعديد من الاستبيانات أفادت حوالي 1 من بين كل 5 نساء (18.3 في المائة) بأنهن تعرضن للاغتصاب في وقت ما من حياتهن، مقابل 1.4 في المائة من الرجال.

وأظهرت المتابعات ان المتحرش لا يتعرض للعقاب معتمدا على نظرة المجتمع التي غالبا ما تلقي باللائمة على ضحية التحرش بانتقاد المظهر، وعدم المقاومة، وعدم الابلاغ عن الواقعة مما يجبرها على التحفظ على هذا السر المهين وينتابها الشعور بالاكتئاب قد يؤدي إلى الانتحار.

وخلصت الدراسة إلى القناعة بأن التحرش هو في حقيقته ممارسة للسلطة على الطرف الضعيف الذي هو المرأة، وأن هذه الممارسة المجحفة للسلطة تأخذ طابع التحرش؛ لأن في الجنس إشارات ضمنية بسيطرة طرف على الآخر، مشيرة إلى أن الأمل بأن تسفر حملات الرفض والتوعية الحالية على مواقع التواصل عن تحجيم قدرة الرجال على اضطهاد النساء بالتحرش وهن في موقع الضعف.