مرت 8 أعوام على سيول جدة 2009 التي كانت بمثابة الكارثة الحقيقية على أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها، حيث امتلأت الطرق بما يقارب متر من المياه ولقى 116 شخصًا مصرعهم وتم وضع أكثر من 350 شخص في عداد المفقودين، وفي خلال يومين فقط سجلت أمطار جدة ضعف معدل سقوط الأمطار في سنة كاملة.

ولكن بالرغم من تصنيفها ضمن السيول الأسوأ على المملكة منذ 27 عامًا، إلا أن المشهد تكرر أمس مع أوائل موسم تساقط الأمطار، وامتلأت شوارع جدة للمرة الثانية بأعلى منسوب لمياه الأمطار وإغلاق الطرق والأنفاق واحتجاز الأشخاص داخل سياراتهم وتسجيل عدد كبير من حالات الوفيات والإصابات والصعق الكهربائي، بسبب سوء قنوات التصريف، مما أعاد للأذهان كارثة سيول جدة مرة أخرى وكان الزمان يعود للخلف.

كما أعاد مشهد إنقاذ المقيم الفلبيني لأحد المواطنين المحتجزين داخل سياراتهم، الأعمال البطولية الإنسانية للشهيد الباكستاني ” فرمان ” التي سطرها بروحه في سيول جدة 2009، عندما أنقذ 14 شخصُا وتوفى غرقًا أثناء إنقاذ الشخص الخامس عشر.

واستنكر عدد من الأهالي تقصير المسئولين في أداء مهام عملهم الذي أدى إلى تكرار كارثة سيول جدة مرة أخرى، مطالبين بمحاسبة المسئولين على ما تتعرض له محافظة جدة عند هطول الأمطار من وفيات واحتجازات وشلل تام لحركة السير على الطرقات.

وتساءلت الأهالي لماذا لم توجد الحلول العاجلة والمناسبة منذ كارثة سيول جدة 2009م حتى اليوم ونحن في عام 2017م؟!، مناشدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بفتح تحقيق عاجل مع كل مَن تهاون وعطَّل عجلة التنمية؛ مما شوه جمال العروس، وبات أهالي المحافظة في خوف وقلق عند سقوط قطرات المطر.