أكد الكاتب عقل العقل أن التعاطي مع قضايا الفساد يبشر بالخير، لكنه يعطي دلالات مخيفة عن حجم الفساد وانتشاره في بعض الجهات الرسمية، متسائلا أين كانت هذه المؤسسات الرسمية عن ملاحقة الفساد في أروقتها في الماضي؟ ومن المسؤولين الرسميين الذين سهلوا واستفادوا من ممارسة الفساد داخلها وسكتوا؟

وأضاف الكاتب في مقاله المنشور على الحياة بعنوان ” أين كانت هذه «الأجهزة» عن الفساد؟ ” أن التسابق على ضرب الفساد من الأجهزة الحكومية لم يكن لولا تحرك القيادة العليا ضده وبشكل شفاف وواضح، مؤكدًا أننا لا نريد من مجلس الشورى أن يكتفي بحثّ الأجهزة الرسمية على الإبلاغ عن شبهات الفساد فيها، لأننا شبعنا من هذه الأسطوانة، كما أن هذا توجه غير فعال في محاربة الفساد، وكلنا على معرفة أن هذه الأجهزة ستصمت صمتاً رهيباً! وكم سمعنا ما تعرض له بعض موظفي الإدارات الحكومية من مضايقات، بخاصة صغار الموظفين عندما بلغوا عن شبهات فساد في إداراتهم، بل إن البعض منهم تعرض للفصل من عمله جراء ذلك.

وقال الكاتب مع هذا التوجه الرسمي من قيادتنا العليا ضد الفساد، الذي لم يتخيل كثير منا أن يحدث في حياتهم، لا نريد ذر الرماد في العيون على ممارسات الفساد في السابق، حتى نؤسس لثقافة محاربة للفساد قائمة على الأنظمة التي لا تستثني أحداً في المستقبل، بخاصة أننا مقبلون على مرحلة اقتصادية واستثمارية، سواء للقطاع الخاص المحلي أم للشركات الأجنبية التي لن تركن لضخ أموالها في بيئة تساعد على الفساد، ولا سيما في القطاع الرسمي.

واختتم مقاله بقوله من المهم العمل على تأسيس مؤسسات مجتمع مدني يكون الغرض منها هو الكشف عن الفساد ونشر ثقافة مكافحته، وهي مؤسسات فاعلة في المجتمعات المتقدمة.