من قلعةِ اليمامةِ مرة أخرى تُشرق دوماً شعلة العزَّةِ والسُّؤدد ، تشيدُ مَسَافات المجد، وتُترجِم ملامحَ الدولة المدنيّة برؤيةٍ وطنية، ومن هنا نبدأ باليوبيل الذهبي من جديد ومؤسَّسيٍّ وإستراتيجيٍّ بعيدة الرؤى مدروسٌ بعقول نيّرة ومُرسوم لها بسَناريّو وبعقول لا تقبل التخلُف! ولا تقبل التوقف عن مواكبت العصر الحديث ، ومن هنا أيضاً يترسَّخ الازدهار ويتتوج ، معنىً لا لفظاً، ويُترجَم أيضاً التقدُّم فعلاً لا قولاً، بإرادةٍ وعزيمة قوية وتخطيطٍ يحتكمُ للاتزان والجدية، والمواءمات الواقعية والجوهرية المطلقة ..

دراسة بناءٍ تتجذَّر عميقًا، وتستمدُّ قوتها وحيويَّتها من مفهوم عالم التنميةِ الخلَّاقة، وإعلاء صُروح النهضَة لهذه الأمة ، ومن هنا نمدُّ سواعدنا نحن أبناء الملك سلمان يداً بيد ونقف خلف ولي عهده محمد بن سلمان  نرفع رآية النصر والبناء  مع  تأسِّس لأستقرار دولةِ .

ومن سياق هذا المشهد ، يُمكننا قراءة أبعاد الأوضاع المحيطه من حولنا عن كثب  ، وأن نحرص  كل الحرص على تلاحم الشعب مع القيادة وأن نكون  درعاً حصيناً ، بعقولٍ لا تغفل أبداً عن رص الصفوف والحفاض على وحدتنا ، على هذه الأرض الطيبة ، ونترقب عن قريب خطاب أو كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله ورعاه) أو ولي عهده الأمين صاحب السّمُو  الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بكلمة لشعب السعودي الشريف وبتوجيهاتٍ تُسدى لحكومةٍ والشعب بتوجِّهها لما فيه خير الوطن وأبنائه، فضلا عن حرص ومتابعة مُستجدات التنمية بمُختلف مجالاتها، وتدارُس احتياجات دَعْمِها وتعزيزِ أركانها، كي تستمر مسيرة العطاء على أفضل مستوى مُمكن.

 وتوجيه خادم الحرمين الشريفين  مُجددًا بضرورة مواصلة الاهتمام بكل ما يصب في مصلحة الوطن وأبنائه الأخيار ويؤمِّن للجميع دوام الخير والنماء . كما لم تَغب عينُ جلالته -أيَّده الله- عن المشهد المشحون والتطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية ؛ إذ تفضّل رعاه الله فأكَّد على دعم المملكة العربية السعودية  لكافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والاستقرار لدول المنطقة لكي تواصل مسيرتها بأذن الله نحو تحقيق المزيد من التأٓلف والتقدم.

إنَّ هذا النهجَ المعهود الذي يُمثل فيه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين هو في حقيقته منهج عريقة في فلسفة أدارة الحُكم والسياسة ؛ فأن تشيِّد بُنيانَ دولة مدنيةٍ عصرية بروح أسلامية بالمنهج القوي ، بجذور تاريخية ضاربة في أعماق التاريخ، تحفظ عليها استقرارها وديمومة نهوضها، فما تحقق لنا على أرض هذا الوطن من مكتسبات شموليةأو اتّسمت بالكليانية والتعدد، في ثمارٌ يانعةٌ لفكرٍ سياسي استشرافي حصيف ، ينأى بمملكة الخير وطنًا ومواطنين عن المهالك، ويربأ بهم عن محارق الفتن والشرور.

فأنا وأبناء جيلي شهودًا على مرحلت نهضتنا المباركة من أووائل سبعينيات القرن الماضي، وعشنا -ونحن (شبيبة) صِغار- بدايات بناء التعليم وتشيد المدارس والمعاهد والجامعات ، وترعرعنا في أحضان الحلم السعودي وهو ينموّ بتطلعاتنا عامًا تلو الآخر . وكما كانت سنوات النهضة تتبلور هي الأولى مفعمة بالأمل المشرق ، ونعيش هذا اليوم مرحلةً رديفةً لإعلاءِ دعائم الدولة الحديثة ، بسماتٍ أسس مُشتركة، أو تشابهٍ كبيرٍ في التوجه الجماعي لبناء وطن برُوْح وثَّابة للتغيير نحو الأفضل، مع بقاء وحدة العقيدة والهدف كما هي : بناء دولة مدنية عصرية تقود الخطى نحو التقدم والازدهار الحضاري.

فها هو يعود بنا الأمير محمد بن سلمان بروؤيه جديده .

كعهده جلالة الملك عبدالعزيز(حمه الله) المؤسس ؛مِن نشرِ أسسِ العدل والمساواة ومحاربة الفساد ؛ فكما حارب جدّه جلالة الملك ( عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)فساد العقيدة والدين وردّها للتوحيد النقي بعيداً عن ظلالات الجهل والشرك لا تأخذه في الله لومة لائم .

فها هو اليوم يضرب لنا مثالاً عملياً وتطبيقياً وليس مثاليةً وتنظيراً في  محاربة فساد الإدارة وسرقة المال العام بغير وجه حق ومُسائلة القائمين عليه كائناً من كان من رموز المجتمع المخملي حتى يعلم الضعيف والقوي على حدٍ سواء أنه لا أحد يعلو على العدل والحق.