قال عبدالله المسند أستاذ الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة، إن الزلازل التكتونية تقع فجأة دون مقدمات، أو مؤشرات تُمكن الإنسان من التصرف والهروب، ولو قبل حدوثها ببضع دقائق، والزلازل ليست كالحوادث الفلكية يمكن حسابها، ولا التقلبات الجوية يمكن التنبؤ بها، بل وليست كثوران البراكين والتي ـ إلى حد ما ـ يمكن التنبؤ بانفجارها حال كونها نشطة.

وتابع “المسند”: وحتى الآن لا توجد تجارب علمية تؤكد الصلة بين سلوك الحيوانات وقرب حدوث الزلزال، والمسألة لا تعدو كونها قصصًا وأساطير، وإن صحت فإنها حادثة عين، سببها عامل غير الزلزال، ولو كانت الحيوانات، أو بعضها تستشعر الزلزال قبل وقوعه لالتفت علماء الزلازل لتلك الغريزة، ووظفوها، فجنبوا الناس المخاطر والمهالك، ولو كانت القصص التي تُروى، وتُنقل عن إحساس الحيوانات، واستشعارها بقدوم الخطر قبل وقوعه بيومين زعموا، أو حتى ساعتين ظنوا، أو حتى بدقيقتين صحيحة؛ لقام العلماء بمراقبة الحيوانات عبر كاميرات ذكية، وتقنيات رياضية، على مدار الساعة، وتحليل سلوكها آليًا وبشريًا، حتى تُطلق التحذيرات قبل حدوث الزلزال ولو بدقيقتين ففيها نجاة لمئات الأرواح بإذن الله.

ولفت “المسند”: أما وإن المسألة لم تثبت علميًا، ولم تُنقل شرعيًا، ولم تُستشعر حسيًا؛ فإن القول بهذا مجانب للصواب، وما حصل عبر التاريخ من حوادث غريبة للحيوانات أو بعضها ـ زعموا ـ قبل حدوث الزلزال فإن صحت؛ فهي حوادث ليس لها علاقة بالزلزال، وإلا لتكررت الحالات والمشاهد قبيل كل زلزال، وانتفع الناس منها، لأن الحيوانات ليست مزاجية التصرف، ثم إن مئات الحيوانات تلقى حتفها، وتنفق من جراء الزلازل.

وأوضح وفي هذه المناسبة أقول أعطوا الحيوانات حجمها الحقيقي، إذ خلقها الله تعالى بقدرات محدودة … نعم تتفوق على الإنسان في بعض الحواس، ولكن لا يعني ذلك أن نجعل قدراتها مطلقة، لدرجة أن يقال إن بعضها يعلم عن الزلزال قبل حدوثه بيومين، أو حتى ساعتين، بل بعض المتخصصين في الجيولوجيا ـ مع الأسف ـ يقول بربع ساعة وهذا غير منطقي ولا علمي، وإلا لرأينا اليابانيين يحمل كل واحد منهم دجاجة بيده اليمنى! وضفدعًا بيده اليسرى، كصفارة إنذار متقدمة تقيه شر الزلزال، ولرأينا الصينيين يجعلون من الحيوانات الخط المتقدم في الإنذار المبكر من الزلازل … وهل سمعتم يومًا ما أن دولة من الدول أخلت مدينة برمتها من جراء مؤشرات حيوانية؟