لا يختلف عاقلان حول الدور المحوري الذي تلعبه الجمارك كونها بوابة المملكة الأولى و سدها المنيع مما جعلها تكتسب درجة عالية من الحساسية في عملها و صار حري بأفرادها التحلي بمهارات أداء معينة حرصا على القيام بالمطلوب منهم على أكمل وجه.

إلا أن الأداء الجيد لا يتطلب فقط اتباع التعليمات الصادرة عن المستويات العليا في الإدارة بحذافيرها ، بل يتطلب أسلوبا إداريا مبني على الشفافية و الابتكار و العمل الجماعي و العدل و المساواة و الانضباط يهدف و بالدرجة الأولى إلى الاستثمار في العنصر البشري بطريقة تحقق تزاوجا في الأهداف و الغايات بين الموظف و الإدارة فيتحول العمل من الية روتينية نتائجها محسوبة مسبقا إلى ديناميكية تسطر لها أهداف و وسيلة تحقق غايات اجتماعية و ذاتية و مادية و إدراكا من معالي مدير عام الجمارك السعودية الأستاذ أحمد الحقباني لأهمية ذلك و حرصا منه على أن هذا الجهاز الحيوي لابد أن يصب في واد تحقيق رؤية 2030 و المساهمة في تحفيز الاقتصاد رسم استراتيجية تطويرية تجسد و بشدة رؤية هادفة تنبض بحب وإصرار على تبوأ المركز الأول إقليميا في نوعية الخدمات ، رؤية واضحة المعالم من شأنها تحقيق قفزة نوعية و فاصلة في أسلوب الإدارة .

فبادئ ذي بدء فتح المجال أمام الطاقات الشابة اليافعة لتبدع وتبرز قدرتها على استكمال المشوار و من يقول الشباب يقول التغيير فجاءت الاستراتيجة الجديدة في خطتها التطويرية مركزة و بشدة على التميز المؤسسي المبني على التغيير و اتقان إدارة المخاطر فأصبح لرقمنه الخدمات الجمركية حصة الأسد في المجال التقني مع التركيز على تبسيطها و تسريعها و تحقيق أقصى درجات رضا العملاء. و كخطوة تعد سباقة من نوعها في تحقيق تواصل ميزاته الشفافية و الفعالية تم وضع سفراء في كل الفروع دورهم الحرص على سير العملية الإنتاجية و نقل الشكاوي و الاقتراحات بين كل من الإدارة العليا و الموظفين بما يضمن توفير مناخ و بيئة عمل تسودها الإيجابية و الاحترام المتبادل , طبعا الأداء بإيجابية لا يكتمل إلا بتوفير عنصر التدريب و التطوير الدائم للمهارات فنصب من اجل تحقيق التدريب غاياته في أقصى درجاتها سفراء تدريب في كل الفروع الجمركية التي تحدد الحاجات التدريبية للموظفين و تسعى لتسطير برامج تتماشى مع ماهو مطلوب تعلمه لشحن الجهود البشرية بمهارات و قدرات تضاعف وارداتها و تحقق أعلى النتائج.

و لابد من التنويه وبقوة أنه ليس من السهل لوطن يشكل حجر الأساس بثقل سياسي و اقتصادي و ديني عربيا ودوليا و بمساحة شاسعة و امتداد قاري أن يحقق ثورة تنموية شاملة في كافة الميادين ، و بذلك يصبح ثقل العمل الجمركي في تغطية كافة المنافذ و التصدي لكل محاولات العبث بأمن صرح مملكتنا العظيمه أكبر عبئا و مصدر ضغط هائل على القائمين على إدارة الجمارك السعودية ، هذه القيادة التي جعلت من الجمارك خلية فاعلة في منظومة الأمن الوطني و إنجازا يشهد له التاريخ بأسلوب إداري مستحدث من رؤية استراتيجية واضحة المعالم محددة الأهداف تحظى بدعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين جعلها مخلصة في رسالتها لغاية سامية فحواها طاعة الله في خدمة الوطن.