عٌرف السرطان علميا بأنه مجموعة من الأورام التي تتميز خلاياها بالعدائية وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها ، وسرطان المجتمعات هو الفساد والتي إن أبتلي به أي مجتمع فهو قادر على تدميره ، وعرف الفساد على أنّه ظاهرة من الظواهر الأجتماعية الخاطئة، وهي منتشرة بكثرة في جميع المجتمعات ، وهي من الأساليب الخاطئة التي يتبعها فرد من أفراد المجتمع، من أجل تحقيق مكاسب ومصالح شخصية على حساب الآخرين، وبذلك فهو خروج عن القانون والعرف السائد في المجتمع الذي يعيش فيه الأفراد الفاسدين، واستغلال للمناصب الرفيعة وذات السلطة والسيادة في الحصول على ممتلكات الغير، سواء كان هذا الإستغلال لصالح فرد أو لصالح جماعة، مع غياب القوانين والعقوبات الرادعة لمثل هؤلاء الأفراد.
لا يخفى على الجميع، دور الفساد في تأخر المجتمعات، وإنحلال القيم والأخلاق، وما ينعكس عليه من التفكك الاجتماعي والحضاري والإنساني، فالفساد ينطوي على الظلم، وعدم العدل بين مكونات المجتمع ومن هنا لا يمكن إلا أن تكون آثاره سلبية وخطيرة ويجب محاربتها.
لن تتقدم الدول إلا بعد وضع قواعد وحلول لمحاربة الفساد كأولوية قصوى، وبالعمل الجاد من أجل استئصاله وتجفيف منابعه.

وغني عن القول بأن الفساد له مفرداته التي تعبّر عنه، مثل الواسطة والمحسوبية والرشوة والمجاملات والمحاباة والامتيازات الخاصة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وغيرها.

وتعتبر الشفافية من أهم الركائز لمحاربة الفساد، فهي استراتيجية فعّالة يجب أن تتمحور حولها كل خطوات القضاء على الفساد، فعندما يضطر المسؤول للتعامل بشفافية، فستجده تلقائيًا يتجنب الفساد ويحاربه.

ولقد تنبهت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لدور الفساد في مجتمعنا وعملت على إستئصال الفساد من مجتمعنا وقامت بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ( نزاهة ).

وقد أوجز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله حينما تكلم عن الفساد وقال قولته الشهيرة: “لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم إجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام ولم يحافظ عليه أو اختلسه أو أساء استغلال السلطة والنفوذ وغلّب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة”
​وفق الله ملكنا وحكومته لإجتثاث الفساد من جذوره لما في ذلك من رفعة شأن مملكتنا الحبيبة وتقدمها ووضعها في مصاف الدول الأولى عالمياً ويجب علينا الالتفاف والوقوف خلف حكومتنا في محاربتها للفساد ونحن على ثقة ويقين في أنها سوف توصل مملكتنا الحبيبة إلى بر الأمان.