لم أكن أعلم بأن القلب يحملُ أوتاراً ويستطيعُ العزف متى ما أراد, يعزفُ لحن الحنين، ولحن الحزن ، ولحن الحب وهُناك أيضاً ذلك اللحن الذي يستنزفُ كل مايحمله قلبك من طاقة.

وأجملْ الألحان هي تلك التي تُعزف في البدايات.

فالبدايات دائماً أجمل وبإجماع العالم بأسره ,وكم تمنيت لو أن جميع العلاقات بقيت في نقطة البداية ولم تستمر, فجمالها في أولها فقط ، أما ما يأتي بعد ذلك فهو مؤلمٌ ومخيبٌ للأمآل .

لنأخذ على سبيل المثال الزواج الذي يكون جميلاً في بدايتة أما بعد ذلك فتبدأ الشخصيات الحقيقية بالظهور, وكذلك الصداقة كم تبدو جميلة في بدايتها وتبدأ الوعود والوفاء الذي كان هو الأساس ثم تبدأ تلك العهود بالتلاشي شيئاً ف شيئأ .

قد يكون سبب هذه اللذة التي نشعر بها في البدايات هو جهلنا التام بالسلبيات التي توجد خلف كل أمر وكما قال طاغور (نحن نفهم الحياة بشكل خاطيءثم نقول أنها تخدعنا)

وكذلك يعود الأمر إلى كمية التوقعات الكبيرة والأمآل العظمى التي توضع بالطرف الأخر مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الصدمة .

لا أحد يستطيع الإنكار بأنا قد عشنا أياماً رائعة ولحظات حفرت في الذاكرة , وعلى الرغم من سقوط أقنعة البعض إلا أنها أستطاعت أن ترينا الوجوه الحقيقية المجردة من كل كذباٍ وزيف.

وعلى الرغم أيضاً من بكاء القلب الخفّي إلا أننا أستطعنا الأدراك بأن جميع الأشياء قابلة للتغير وأولها تلك الأمور التي أُسُتثنيت من كل قاعدة .

نحن بشرٌ نتأثر ونتألم حتى وإن لم نُظهِر ذلك يكسرنا الخذلان ويُدمي قلبُنا النكران وإن لم تكن قادراً على الأحتواء ف إياك أن تلعب بقلباً رأى في بداية الأمر بأنك الحياة والنجاة .

أنصت إلي لاتعطي الأمور أكبر من حجمها حتى لايخيب ظنُك ولا تضع أمالاً كُبرى حتى لاتُدفن أحلامك وكُن أنت صديقاً لنفسك كُن أنت الملاذ والإحتواء لها فلا أحد يعلم كم ذاقت نفسك من العناء ولا احد يعلم كم ذرفت عيناك من الدموع ,ولا أحد يشعر بمدى ألمك وحزنك , فالجميع مخلصون فقط عند إحتياجهم لك وبمجرد أن تتغير إحتياجاتهم يتغير إخلاصهُم.

صديقي…

لاجدوى من إستمرار ألمك وحزنك قُم وقاتل ذلك الإنكسار وقُل وداعاً لكل من سبب لك غصة ألم , قُل وداعاً لكل من جعلك تنظر للحياة من نافذة أخرى ,قُل وداعاً للأبد ومن غير عودة.

كُن أنت الإنسان الذي أستطاع تجاوز المِحن والوقوف في وجهة الصعاب وبقي صامداً حتى النهاية.

ملاحظة : لا أُنكر وجود علاقات تحمل الجمال في بدايتها ونهايتها ولكني اردت الحديث عن خدعة البداية التي نقع في أسرها غافلين تماماً عن ماتخفيه من حقائق.