يصر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، على تمسكه بسياسة بلاده الخارجية وهي الاحتماء بإيران مديرا ظهره للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.

وزعم تميم، في كلمة أمام مجلس الشورى أن الأزمة الحالية التي تعيشها الدوحة كان تأثيرها مؤقتا على الاقتصاد وباقي مناحي الحياة في الدولة.

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على متانة العلاقة مع إيران، وانتقد أداء مجلس التعاون الخليجي، ليبقى موقف قطر بعيدا عن مسار حل أزمتها.

وتأوي قطر أعضاء التنظيمات المصنفة دوليا إرهابية، فبالرغم من كون قطر عضوا في المعاهدات الدولية والإقليمية الداعية لمكافحة الإرهاب. إلا أن الحكومة القطرية أخلت وتخل بتلك المعاهدات كعادتها.

كما أن الدوحة أصبحت الملاذ الآمن للعديد من المطلوبين لدى دولهم في قضايا على صلة بالإرهاب.

وفي كلمته أمام مجلس الشورى القطري، لم يقدم الشيخ تميم جديدا في مواقفه تجاه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مرتديا كعادته ثوب المظلومية عبر الإلقاء باللائمة على الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في استمرار الأزمة التي تعيشها بلاده.

ويبدو أن الشيخ تميم وفي خضم حديثه عن تلاحم شعبه نسي أو تناسى أبناء هذا الشعب الذين جردتهم السلطات القطرية من جنسيتهم لمجرد أنهم يعارضون سياساته.

وإذا كان يتهم الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية، فإن الشيخ تميم ينسى مرة أخرى من يتدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى، بل ويوثق علاقات بلاده بإيران التي تنصب العداء لدول المنطقة وتهدد أمنها.

ويحاول أمير قطر إيهام مستمعيه بالتأكيد على أن الأزمة التي تعيشها بلاده بسبب سياستها، كان تأثيرها مؤقتا على الاقتصاد القطري، وهو أمر تنفيه التقارير الدولية بهذا الشأن.

فبحسب تقرير لوكالة موديز للتصنيف الائتماني، فإن قطر استنفدت ما يقارب 40 مليار دولار، أي ما يعادل 23% من ناتجها المحلي، لدعم اقتصادها في أول شهرين من بداية الأزمة.

وأضافت الوكالة أن قطر تواجه تكاليف اقتصادية ومالية واجتماعية كبيرة، ستؤثر بشكل كبير في قطاعات عدة، مثل التجارة والسياحة والمصارف.
الشيخ تميم وفي ختام كلمته، ارتدى بحسب كثيرين ثوب المنظر متحدثا عن دور بلاده في الإسهام بحل قضايا وصراعات المنطقة وخارجها وصولا إلى ميانمار، إلا أن معظم تلك الصراعات ووفقا لتقارير دولية لم تكن لتشتعل وتطول لولا الدعم القطري للميليشيات المسلحة فيها.
هذا بالإضافة للتقارب المتزايد بين قطر وإيران التي تصفها الدوحة بالدولة الشريفة، وهو ما لعب دورا رئيسيا في تأجيج تلك الصراعات.