ذكر تقرير لـ ” أويل بريس ” أن هذه التغييرات التي تلوح في الأفق قد تكون مثيرة وذات أثر بالغ، لكن أيًا من هذه الاتجاهات الوليدة لن يتحول بسهولة لقصة حول ” نهاية النفط ” ، التي تتنبأ بإزاحة الوقود الذي يكره البعض سيطرته على عالم الطاقة.

وعلى عكس هذه التكهنات غير المعمقة، فإن مبيعات السيارات الكهربائية لن تنجح في التأثير على استهلاك العالم من النفط في أي وقت قريب.

التخلص من محركات الاحتراق الداخلي: بحلول عام 2030، وبعد أقل من 15 عامًا من الآن، يتوقع إضافة 400 مليون محرك احتراق داخلي إلى أسطول السيارات العالمي، حتى مع افتراض تسارع انتشار الأنماط الكهربائية بفضل تزايد الدعم الحكومي.

– خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، بيع أكثر من 70 مليون مركبة تعمل بمحرك احتراق داخلي في جميع أنحاء العالم.

– ليس من السهل التخلص من السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، كما هو الحال مع أجهزة ” دي في دي ” الرخيصة أو أشرطة الفيديو.
– السيارات التي تعمل بالفعل هي أحد الأصول باهظة الثمن، وتمول في أحيان كثيرة عبر الديون، كونها أداة خطط أصحابها لاستخدامها طويلًا.

– يضاف لذلك أن المركبات التي تعمل عبر حرق البنزين أو الديزل ستقاوم محاولات نقلها إلى ساحات الخردة بقوة، وهي تملك الإمكانات المناسبة للمقاومة إذ تتحلى بموثوقية كبيرة آخذة في التزايد يومًا تلو الآخر.

آفاق الاستهلاك ليست مظلمة:هناك افتراض خيالي يقول إن استهلاك النفط لا يتعلق إلا بالطائرات والقطارات والسيارات، لكن ما لا يقل عن 40% من كل برميل نفط يذهب لاستخدامات صناعية أخرى مثل التدفئة والتشحيم والبتروكيماويات.

– بينما يواصل العالم النامي حوسبة، وميكنة، ورقمنة، الأعمال التي تستهلك النفط غير النقل، تظل المنتجات مثل الشامبو والطباشير والأحذية ومئات الأنواع من الأدوات المنزلية بحاجة للنفط المكرر.

– من المتوقع استمرار تزايد عدد براميل النفط المستهلكة حتى ثلاثينيات القرن الجاري على أقل تقدير، ومن المرجح أن يظل الاستهلاك خلال الأربعينيات قرب مستويات عام 2012، عند 90 مليون برميل.

تضليل وتوجيه : يجادل البعض حول بلوغ الطلب العالمي على النفط 105 ملايين برميل أو تراجعه إلى 85 مليون برميل خلال 2040، أو ما إذا كان سيصل ذروته عام 2028 أم 2038، لكن كل هذه المقاييس مضللة وموجهة أحيانًا.

– سوف يستهلك الكثير من النفط في جميع أنحاء العالم خلال العقود القليلة المقبلة، وهو ما سيكون له انعكاسات خطيرة على بعض القضايا المناخية والجيوسياسية وأمن الطاقة والاستثمار.

– أما النقطة المضللة في قصة ” نهاية النفط ” فهي علي سبيل المثال، السعي للحد من انبعاثات الكربون العالمية، إذ لا يعد ذلك الدافع الرئيسي للمستهلك من أجل استبدال مركباتهم الحارقة للوقود.

– عندما يتعلق الأمر بالتفكير في استهلاك النفط مستقبلًا، فالعالم ليس بحاجة لإعادة اختراع العجلة، وإنما بحاجة إلى تحويل اتجاهها، وينبغي حدوث ذلك عبر التركيز على موردي النفط في المستقبل، ومسؤوليات المستهلكين.