أطلقت في الأونة الأخيرة علي الانتفضاضات الجماهرية و الثوارت الشعبية التي أجتاحت شمال أفريقا و منطقة الأوسط و ما زالت متواصلة أطلقت عليها تسميات عديدة منها ( ثورة الفيس بوك ، الربيع العربي ، ثورة الياسمين ، ثورة الفراعنة ، الثورة الخضراء ، وثورة الكرامة ) و غيرها ، وبالرغم من أحقية هذة التسميات و توق الشعوب الي العتق و الحرية ، فان شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دورا رياديا في هذة التحركات الشعبية و أن أبطالها هم أناس عاديون من جيل الشباب ، المأبداءحرومون من أبسط الحقوق المدنية في الحرية و العمل و أبداء الرأي و التجمهر و التظاهر هذا الجيل من الشباب أختار أن يقف بوجه الحطام الطغاة و يطالبهم بحقوقه المشروعة ، حاملا سلاح العلم و المعرفة و الرأي الجرئ ، فتحول هولاء الشباب الي صحفين و مراسلين و كتاب في لحظة من الزمن و قد لا يكون الغالبية العظمي منهم يعرف شيئا قبل هذة الأحداث ، عن ماهية شبكات التواصل الاجتماعية و دورها في بث روح التحدي لديهم .بالطبع أستخدموا هذة الشبكات كوسيلة تفاعلية بينهم و نشر و تبادل الأخبار و المعلومات الهامة و تحديد مواعيد و أماكن الحشود الجماهيرية التي ينوون الانطلاق منها الي أماكن ذات تأثير رمزي علي جميع المواطنين كالساحات ة الميادين العامة كما أوصلوا أنباء تلك التحركات الجماهيرية الي كافة أنحاء العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعية و الهواتف الناقلة و الفضائيات التفلفزيونية متستعملين كلمات جديدة أضيفت الي قواميس الاتصالات و العمل الصحفي ومنها ما تختصر علي كلمة واحد كالشفرة مثل : ( عاجل ، متظاهر ، عاجل جدل ، وموكد ) و غالبا ما تستخدم هذة الشفرات في الهواتف الناقلة ، و كذلك عبارات تستخدم في شبكات التواصل مثل( يرجي نشره بأسرع وقت ، واتصال من ميدان التحرير ) و في بعض الأحيان تعزز هذة العبارات بمقاطع فيديو تسجل الحدث زمانيا و مكانيا .أتيحت الفرصة للشباب من كل الدول العربية للتواصل بشكل أكبرسواء اختلف الباحثين في تحديد دور مواقع التواصل الاجتماعي في ثورات الربيع العربي وقوة تأثيره من عدمه إلا أن المؤكد أن قطاعات كبيرة من الشباب العربي استخدمت تلك المواقع في التعبير عن الغضب من حال مجتمعاتهم من خلال اتصالهم ببعضهم ، حيث أتيحت الفرصة للشباب من كل الدول العربية للتواصل بشكل أكبر, كما مكنت تلك المواقع الشباب العربي من نقل استغاثة المجتمعات العربية إلى المجتمع الدولي وإجباره على اتخاذ مواقف ضد العنف وانتهاك حقوق الإنسان على سبيل المثال كما حدث مع الثورة الليبية حيث أجبرت الضغوط التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي دول كبرى على التدخل ووقف المجازر التي كانت تحدث في ليبيا.أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل جزءا من الحركات الاحتجاجية ضد الأنظمة الاستبدادية وكسر احتكارها للمعلومات, كما أنها شكلت عامل ضغط على المسئولين والحكومات من خلال اتحاد مجموعات من الأفراد حول أفكار وآراء متقاربة وهو ما أدى إلى ثراء المجتمعات فكريا, وانتشار وعى أفراد المجتمع بحقوقهم وواجباتهم, كما اختلفت طريقة تعامل الدول مع مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبحت مؤشرا على درجة التحول السياسي والديمقراطية في تلك الدول وبدأت تأخذ في عين الاعتبار أهمية التوازن بين هذه المواقع كوسائل للحرية والتعبير وبين ضرورة وجود ضوابط تحكم عملية استخدامها للوقوف دون تحولها لأداة تهدد أمن المجتمع أو استقرار الأنظمة كما حدث في بعض الدول .