هو عبارة عن قوس حائطي قصير الارتفاع على شكل نصف دائرة منفصل عن الجزء الشمالي من ” الكعبة المشرفة ” ، ومرتبط بها على مدار تاريخها؛ إنه ” حجر إسماعيل ” ، الذي تتعدد حوله الروايات التاريخية، وإن كان هناك شبه إجماع بين العلماء والباحثين على أنه جزء من الكعبة لا ينفصل عنها.

قال محيي الدين الهاشمي؛ الباحث في شؤون الحرمين الشريفين، إن ” حجرإسماعيل هو جزء من الكعبة، ولا يصح الطواف عبر هذا الجزء بل من خلفه، كما أن فضل الصلاة فيه مثل فضلها داخل الكعبة المشرفة، حسب ما تؤكد أحاديث نبوية شريفة عديدة “.

” تتعدد المصادر التاريخية، ومعها مسميات الموقع (حجر إسماعيل)، لكن أشهرها خمسة أسماء: أولها “الحجر”، وسُمي هكذا لأنه من الكعبة المشرفة، مثل حجر الإنسان أي حضنه، فهو حجر الكعبة وبه يصب ” الميزاب “، وهو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية لتصريف المياه المتجمعة على سطحها إلى الحجر عند سقوط الأمطار، أو غسل السطح ” حسبما أضاف ” الهاشمي ” .

” جدر ” ، هو ثاني الأسماء؛ إذ روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال له أرأيت الحطيم، قال ” لا حطيم إن أهل الجاهلية يسمونه الحطيم، وإنما هو الجدر”، وثالثها هو ” حجر إسماعيل ” ، وترجع هذه التسمية لما ورد تاريخيا بأن ” إبراهيم” جعله ” حجرا ” أي حضنًا لإسماعيل يأوي إليها هو وغنمه، وجعل فوقه عريشا من شجر الأراك الذي تشتهر به أودية مكة. ورابعها هو ” حفرة إسماعيل ” ، وأصل شهرة هذا الاسم أن الحفرة كانت قبل رفع قواعد الكعبة المشرفة وبنائها.

وأشار الباحث ” الهاشمي ” إلى أن خامس الأسماء هو ” الحطيم ” المشهور عند الأحناف، وهو الموضع الموالي لميزاب الكعبة، وسمي بهذا الاسم نسبة لانفصاله عن الكعبة وتحطمه، وقيل إن الناس يرفعون أصواتهم بالإيمان في هذا الموقع.

وأوضح ” الهاشمي ” أن الخلفاء تتابعوا على إصلاحات ” حجر إسماعيل ” حتى أصبح بصورته الحالية، وفي عهد الدولة العباسية أراد الخليفة المهدي إعادة الحجر للكعبة، فنهاه الإمام مالك عن ذلك حتى لا تصبح الكعبة وحجر إسماعيل موقعا للآراء والبناء والهدم، مختتما بأن شكل الكعبة الحالي وخروج حجر إسماعيل هو الشكل الذي رآه الرسول صلى الله عليه وسلم وطاف به.