تسبب التفجير الإرهابي لأنبوب النفط السعودي البحريني – الذي حدث بالقرب من قرية بوري، وسط البحرين – في تعجيل المبذولة لسرعة إتمام أعمال تشييد خط أنابيب النفط الجديد بين المملكة والبحرين لزيادة واردات مصفاة “بابكو” من النفط من 267 ألف برميل يومياً إلى 360 ألف برميل وبتكلفة تقدر بنحو 350 مليون دولار.

وكان التفجير قد دمر أنبوب النفط الذي كان يغذي مصفاة نفط البحرين “بابكو” بالنفط السعودي بواسطة خط الأنابيب البالغ طوله 27 كيلومترًا على اليابسة و27 كيلومترًا تحت سطح البحر قبل أن يصل إلى البحرين.

ومن جانبها، أعلنت “بابكو” استئناف إمدادات النفط بين المملكة والبحرين وبدء معدلات السحب التدريجي بعد إحكام السيطرة على الحادث؛ حيث عاودت شركة أرامكو ضخ إمداداتها بعد أن أوقفت ضخ الزيت الخام من محطة ضخ الظهران لمصفاة شركة “بابكو” في البحرين عبر هذا الخط، وعقب الحادث؛ كان تعليق الخط مباشرًا وفوريًا في لحظة حدوث الانفجار، في ظل تكاتف الحليفين أرامكو و”بابكو” وتسخير خبراتهما للتعامل مع الحدث باحترافية ومهنية عالية، متوقعة استئناف الإمدادات وفق المعدلات المعتادة خلال فترة قصيرة.

وأكدت ” بابكو ” عدم تأثر عملياتها التكريرية والتسويقية والتزاماتها بتعهداتها في ظل وجود المخزونات الكافية والأمنة لتوفير كافة المنتجات البترولية للوفاء بكامل الاحتياجات الإستراتيجية في البحرين، و تُبذل ” باباكو ” حاليًا جهود ضخمة لزيادة معدلات التكرير بشكل تدريجي وصولا للطاقة القصوى المرجوة لتحقيق نوع من التوازن بالتعاون والتكاتف مع شركة أرامكو السعودية سعياً لإصلاح كافة الأعطال عاجلاً.

وساهم في عدم تأثر عمليات التسويق والشحن لمكررات المصفاة احتواء المصفاة مرافق لتخزين أكثر من 14 مليون برميل، ومركزا لتسويق وتوزيع المنتجات، وفرضة بحرية لتصدير منتجاتها النفطية والتي تشكل 95 % من المنتجات النفطية المكررة التي تنتجها ” بابكو ” وتشمل غاز البترول المسال والنافثا، والبنزين والكيروسين ووقود المحركات النفاثة والديزل المنخفض الكبريت والمقطرات الثقيلة من الشحوم وزيت الوقود والأسفلت الذي يشكل مجال عملها الرئيسي.

ويدعم خط الأنابيب الجديد الذي من المقرر أن يدخل الخدمة في 2018، خطط توسعة المصفاة التي تديرها الدولة بنهاية العام الحالي؛ حيث تقرر أعمال توسعة ضخمة لتعزيز طاقة التكرير لديها، وذلك لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة أعلى تخدم أهدافها على المدى البعيد والتحسين المستمر لكفاءة العمليات وتوسيع استثمارات المصفاة لخدمة مستوردي النفط الخام والمنتجات البترولية في أسواق الشرق الأوسط والهند والشرق الأقصى وجنوب شرقي آسيا وأفريقيا حيث تنشط واردات ” بابكو ” في هذه الأقاليم.

وتكمن أهمية خط أنبوب النفط الجديد الذي يربط بين البلدين في تزويد البحرين باحتياجاتها المتزايدة من النفط بعد أن أصبح خط الأنابيب القديم لا يفي بالحاجة والذي أُنشئ عام 1945م ويضخ 220 ألف برميل لمصفاة البحرين والتي تعتبر غير كافية في حين سيمتد الخط الجديد عبر مناطق جديدة في المملكة جنوب منطقة الظهران الغنية بالنفط، مروراً ببلاج الجزائر في المنطقة الجنوبية في البحرين.

وتعكف ” بابكو ” حاليًا على دراسات مستفيضة تستعين فيها بأحدث الأساليب التقنية للحصول على معلومات دقيقة عن احتياطيات الزيت والغاز في مملكة البحرين، في وقت تمضي البحرين قدمًا نحو زيادة إنتاج النفط بنحو 70 ألف برميل يومياً والمحادثات مستمرة مع أرامكو السعودية لزيادة الحصص التسويقية من النفط السعودي للبحرين إلى 350 ألف برميل بهدف زيادة الطاقة التكريرية لمصفاة نفط البحرين البالغة حالياً 267 ألف برميل يومياً، إلى 400 ألف أو 500 ألف في وقت تحتاج البحرين إلى استثمارات تبلغ نحو 15 مليار دولار خلال 15 عاماً مقبلة لزيادة إنتاجها من النفط والغاز.