قال الكاتب محمد السحيمي، إنه ” في لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، -حفظه الله- الأخير بالكتّاب والمثقفين والفنانين السعوديين، قال: ” للإعلام أن يقول ما يشاء ونحن نتحمل المسؤولية.. ورحم الله مَن أهدى إليّ عيوبي ” ، وهذا يدل على رغبة الملك سلمان بن عبدالعزيز في وجود إعلام محلي قوي يقوم بالدور الوطني المهم.
وأضاف ” السحيمي ” أن ” بعض مسؤولي الإعلام المحلي كانوا يترددون في نشر تقارير ومقالات تتحدث عن وقائع للفساد في بعض قطاعات الدولة؛ حتى لا تظهر للرأي العام؛ خوفاً من تحمل المسؤولية ” .
كما أِشار إلى أهميةَ دور الإعلام السعودي في فضح وكشف ملفات الفساد وتجاوزات الفاسدين ومستغلي مناصبهم ووظائفهم لمصالحهم الشخصية، وأن إبراز مثل هذه الممارسات المضرة بالمجتمع والوطن إعلامياً وأمام المسؤولين والرأي العام المحلي؛ يساعد في القضاء عليها والحد منها.
وأوضح الكاتب محمد السحيمي: حقيقة اعتزله الكتابة قائلًا: ” شخصياً اعتزلت الكتابة احتجاجاً على مثل هذه السلوكيات؛ فبعض الإعلام السعودي -مع الأسف- يعدون بشكل غير مباشر مساهمين في انتشار الفساد بالسكوت عنه؛ حتى لو كان النقد هادفاً بإثباتات ووثائق رسمية تثبت تورط المسؤول أو رجل الأعمال في دوائر الفساد وتُدين المفسد ” .
ويستطرد الكاتب، موقفاً له مع رئيس تحرير سابق لإحدى الصحف التي كان يكتب فيها، عندما رفض نشر مقال له ينتقد مسؤولاً في إحدى الوزارات؛ بحجة أنهم ليسوا ” الجهة الوحيدة الفاسدة ” ؛ قائلًا: ” لا يجب أن يمارس على كلمة الحق الرقابة؛ لأن ذلك يخدم المفسد.. والويل لأمة مثقفوها هم مخوفوها ” .
كما أشار الكاتب السحيمي، موقفاً للأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما استلم ملف سيول جدة؛ حين صرح سموه قائلاً: ” على الإعلام أن يبتعد عن الإثارة ويلتزم الموضوعية ” ، وهذا تصريح واضح من المسؤول بأن يكون الإعلامي محترفاً في نقده للفساد، وأن يملك وثائق وإثباتات ومستندات تدعم موقفه، بعيداً عن الإثارة المرفوضة واتهام الناس.
وأوضح: ” لكن بعض مسؤولي الصحف فسّروا تصريح الأمير نايف بأنه يطلب منهم عدم الكتابة والنشر عن فساد سيول جدة والمتورطين فيها؛ فسكتت بعض الصحف عن الحديث عن الكارثة؛ في حين أن النشر الإعلامي كان سيساعد في كشف الكثير من خفايا كارثة سيول جدة، ويسرع محاسبة المفسدين ” .