ذات يوم سيأتي الصباح من جديد.. وستأتي معه الكثير من الألحان الجميلة.. وتكون للبساتين قافيتها المترنمة فوق أنهار الندى.

*

كم طارت قلوبنا للصباح ..؟

ولكم تغنت شوقا للقياه .. وفرحا

بمجيئه..؟

نؤمن دوما أن زمنا جديدا قادمًا .. يصبح معه الزمن المظلم الآفل …  شيئا من الخيال العابر.

*

سترى القرى التي كانت ترتع على شفى حفرة من النار بمجملها وتفصيلها تعود إلى جادة الصواب.. ستكون واحات باسقات النخل حلو ماؤها .. آمن مسكنها .. وستكسر أسورة كانت تحجب الابتسامة عن محياها البرئ.

*

عندما جاء الظلام .. رأينا عجبا ..

رأينا من كنا نعدهم من الأبرار .. قد اختبأوا خلف الفضيلة بإثمهم ومكرهم ..

وراحو ناشرين أذانا للشر يلج في ثوب الصلاح إلى الكون الفسيح

فالتقفه التائهون في مرابع الجهل ظنا أنه سبيل الخلاص من ذلك التيه الخانق.

*

وعندما جاء الظلام .. رأينا الخفافيش تجتاح الخيام .. ورأينا العجب في ذلك الاجتياح الآثم .

ورأينا الدماء على أنياب الخفافيش .. ورأينا بقايا أطفال .. تحت أجنحتها السوداء .. وجموعا من البشر

يفرون هربا من تسلط الخفافيش.

*

عندما يخشى البشر طائرا يطير بجناحيه في الليالي الظلماء .. ستعي أنهم لا يخشون الطائر المسكين الباحث عن حاجته وحاجة عائلته الصغيرة القابعة في مسكنها البعيد فوق الخراب .. ستعي أن ذلك المشهد لا يرعب البشرية .. بل ظلامية الفكر لدى تلك الخفافيش هو ما يرعب البشرية.

. . . حقا إنه الفكر!

*

عندما نكون غرقى في ظلامية الفكر .. يتحتم علينا مجابهة

الفكر الظلامي .. بآخر كالفجر .. يفلق لنا سبيلا بين الظلام والنور…

ويملأ نوره ما بين الأرض والسماء .