يحدث أحياناً أن تكتشف الأم تاريخ زيارة مواقع جنسية على أحد الأجهزة الإلكترونية في المنزل، وبينما يكون الأب هو المشتبه الأول، يتبيَّن أن أحد الأطفال، بنتاً كان أو ولداً، استجاب إلى فضوله وزار هذا العالم السري. إذا وجدت نفسك في هذا الموقف ماذا تفعل؟ ، فما العمل؟ .

نميل غالباً إلى رؤية الأطفال كائنات ملائكية، لكن الحقيقة أن الجنس يوقظ فضولاً يكاد يكون غريزياً، هذا الفضول يُقابل بإجابات غير كافية اعتاد عليها الكبار.

في بعض الأحيان يتجرأ الأطفال على طرح الأسئلة، ولكن إذا رفض الكبار الحديث عن الجنس وشعر الصغار أنهم غير مُراقبين، فإنهم يفعلون ما نقوم به جميعنا عندما تراودنا الشكوك: القيام بالبحث في الشبكة المعلوماتية.

وفقاً لشركة Kaspersky Lab لبرامج تأمين الحاسوب، فإن 39.9% من مُدخلات البحث عن طريق الأطفال تتعلق بمحتويات جنسية.

أول شيء يجب على الأهل القيام به هو وضع كلمات مرور لهواتفهم المحمولة لمنع أولادهم من التصفح العشوائي.

-وضع جهاز الكمبيوتر في مكان يسمح برؤية الشاشة.

-وبالإضافة إلى ذلك يمكن تفعيل نظام رقابة أبوي مع إحدى شركات الأمن الإلكتروني.

-ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن منع الإنترنت ليس حلاً أبداً؛ لأن الطفل إذا أراد تصفح المواقع فسوف يفعل هذا بطريقة أو أخرى.

-لكن المهم هو أن يفهم الأطفال المخاطر التي قد تحدث، وذلك بتخصيص بعض الوقت لهم، وتوجيههم.

-من المهم إخبار الأطفال بأن الولوج إلى تلك الصفحات غير قانوني للصغار، ولكن في نفس الوقت ينبغي تشجيعهم على الوثوق بكم، ومناقشة الأمور الجنسية معكم بصورة طبيعية.

-في النهاية على الآباء أن يكونوا قدوة: اقطعوا اتصالكم بالعالم الافتراضي حينما ينبغي عليكم التواصل مع عالم الأسرة الحقيقي، فالأطفال يتعلمون بالتقليد.

-ومن المهم للغاية أن تكون الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الأطفال للولوج إلى شبكة الإنترنت محمية باستخدام مرشحات أو فلاتر مناسبة لأعمارهم. وأشهر هذه المرشحات هي خاصية التحكم الأبوي المتوفرة على جميع الأجهزة.

-وإحدى الوسائل لمنع الأطفال من البحث عن مصطلحات مثل ” الجنس ” هي أن تكون لديهم معلومات بالفعل، وألا يكون الأمر محظوراً بالنسبة لهم، ومن ثم فلن يكون مغرياً أو مثيراً لفضولهم الطفولي.

لذا قدمت الطبيبة النفسية سيلفيا ألابا عدداً من النصائح للآباء في كتابها ” نريد أن يكبروا سعداء ” ، نذكر منها:

-فلنتحدث عن الجنس ، لا تتركوا سؤالاً واحداً دون إجابة؛ ما لم تجيبوا عنه سيبحثون عن إجابته على الإنترنت.

-التعليم العاطفي الجنسي سوف يفيدهم لاحقاً، سوف يشعرون بحالة جيدة وبالقدرة على القبول والتواصل مع الآخرين، وبالأخص عندما تبدأ مرحلة المراهقة.

-ينبغي أن يتحدث الآباء عن الأمر قبل دخول أبنائهم إلى عالم المراهقة الذي يتحول فيه الأب والأم بطبيعة الحال إلى نوع من الأعداء أو الشخصيات المزعجة، حينها لن يتقبل أبناؤكم أغلب ما تسدونه إليهم من نصائح.

-إذا شعرتم بعدم التأكد، اطرحوا أسئلة مثل: ماذا تعرف؟ ماذا يقول زملاؤك؟ بهذا تعرفون ما يدور في رؤوسهم.

-إعطاء الأجوبة القاطعة المحددة أفضل من كثرة الحديث.

-الذكاء في التعاطي مع الصغار دون احتدام أو زجر يجعلهم متأكدين أن بإمكانهم اللجوء إليكم دائماً لحل مشكلاتهم الخاصة.

-إذا كان الحديث حول الجنس يصيبكم بالتوتر، حاولوا القيام بالأمر أثناء ممارسة أحد الأنشطة لتخفيف التوتر أثناء المناقشة.

-من المهم تسمية الأشياء بمسمياتها والابتعاد عن الألفاظ النابية.

-لا تتحدثوا عن الأمر بصورة سريعة، من المهم إعطاء الوقت الكافي للحديث، ولكن دون الخوض بصورة تخدش حياء وبراءة الأطفال.

-وبالرغم من توصيات الأمم المتحدة بضرورة التحاق كل شخص بدورة تثقيفية جنسية، إلا أن الأمر يتحول في العديد من الدول إلى قضية سياسية مثيرة للجدل.

وفي حالة ضبط الطفل وهو يتصفح هذه المواقع، أو اكتشاف الأمر في سجلات الهواتف وأجهزة الحاسوب، يجب مواجهة الأمر والحديث مع الطفل بصورة طبيعية.

المهم أن يدرك الأطفال أن هذه المواد تختلف كثيراً عما يحدث في الواقع، إذ إن واحدة من المشكلات الهامة في مشاهدة الأطفال لهذه الصفحات أنهم غير قادرين على استيعاب الكثير مما يشاهدونه وغير قادرين على تمييز الجوانب الخداعية والمبالغة، وفق ما ذكرت ألاباء.